كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

وخصص القسم الأخير من الكتاب للكلام على أسلوب التهكم وفن
السخرية عند أبي العلاء، ولاسيما في كتابه (رسالة الغفران).
وقد تناول المحاسني الجانب النقدي لدى أبي العلاء المعري، ونجده
يحلل آراءه في نواح شتى، ويبرز ملامح هذا الشاعر من خلال نظرته النقدية إلى
أمور كثيرة في الحياة.
وقد صدر كتابه بمقدمة تحدث فيها عن حبه لأبي العلاء، ورغبته في
توضيح الناحية النقدية عند 5، فقد وضع الكثير من الدارسين مؤلفات درسوا فيها
أبا العلاء كشاعر وفيلسوف، لكنهم لم يبحثوا في نقده للمجتمع، وفي هذا
الصدد قال المحاسني:
"وهل كان ابو العلاء إلا ناقد المجتمع في كل شعر 5 وعميم نثره. لقد
عرضوه فيلسوفاَ وجلُوه شاعراً ولكن لم يظهروه ناقداَ. فلا عليّ إذا جئت اوفي
صاحبي حقه مني، وأنا ابن سورية التي أطلعته، وله على مثلي حق التأليف.
لهان ابن الجلدة والأرض لأجدر بمواطن الدرس وأقرب لنبضات الشعور. ولقد
قطف الكتاب من روضة أزاهير صاغوها طاقات وباقات قدموها لقرائهم، وانا
على غرارهم أضع يين أيدي قرائي أزاهير أبي العلاء، وازاهيرُ الفكر لا تفنى.
ولم يدخل ا لمحاسني في موضوعه مباشرة، بل مهد لهذا بتوطئة بحث فيها:
1 - فن النقد ومهمة الناقد0
2 - بواعث نقد المجتمع عند المعري.
3 - طبيعة نقده للجماعة.
4 - منابع نقده للمرأة وا لنسل والزواج.
5 - الفكر الحر عند أبي العلاء.
وفي القسم الأول من الكتاب تحدث د. المحاسني عن المعري كعدو
62

الصفحة 62