كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

للمرأة ونقد 5 لها، إذ لم ينظر إليها من الجانب الإيجابي، فلم يقدرها كأم حنون،
ولا مرضع حادبة، ولا ربة دار مربية، ولا زوفي صالحة، إ نما تطلع نحوها بالنظر
الشزر، فراَها من الجانب الذي تبدو فيه مثالبها، فأمسك بهذ 5 المثالب واحدة
بعد واحدة، وراح ينقدها حتى أتى عليها جميعاَ.
وبحث المعري في اخلاق المرأة يبدو جلياَ في شعر 5 من خلال انتقاد 5
الشديد لها فهو يقول على سبيل المثال:
إذا شابَ رأسُ المرءِ او قل مالُه فليسَ لهُ في وُدهِن نَصيْبُ
يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ وَجَدْنَهُ وشرخُ الشبابِ عِنْدَهُن عَجِيْبُ
وانتقل المحاسني بعد ذلك إلى الحديث عن طبيعة المرأة لدى المعري،
فهو لم يكتفِ بنقد أخلاق المرأة، هانما تعدى ذلك إلى نقد طبيعتها وخلقها
وجمالها.
واسترسل في بحثه حول نقد المعري للمرأة، فتحدث عن رأي المعري
بالزواج ورأيه بالنسل واستخلص من بحثه ما يلي:
1 - إن أبا العلاء بنى نقده للنسل على الأخلاق والمصائب الطبيعية.
2 - أبو العلاء في قضية النسل والسكان ذو نظرية اجتماعية أخلاقية، على
أن نقد المعري للزواج كان يرمي إلى نقد المظتالمم الاجتماعية التي يسببها ضرب
ما من ضروب الزواج كزواج المسن بالشابة وما إلى ذلك.
وفي جانب آخر من البحث (في الفسم الأول من الكتاب) يناقش
المحاسني موضوع (المعري في ميزان فرويد)، وفيه حفل نفسية المعري
وأسباب اعتزاله.
أما القسم الثاني من الكتاب فيتضمن نقد المعري لعلاقات الأفعال، ففي
الفصل الأول يبحث في الملوك والرعية في رأي ابي العلاء، والقضاة والحكام
في رأيه، ثم رأيه في السياسة، فلم يكن أبا العلاء كما يقول المحاسني بمعزل
63

الصفحة 63