كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

القصائد، فجاء الكتاب زبدة منتقاة، وذخيرة ممتعة للقارئ، تجمع له ما تفرق
بين مئات المراجع، وتزيد عليه تعلياقات النقاء ومواضع الاستدراك التي يهتدي
إليها الباحث والمؤرخ يودعها خلاصة تفكيره وملاحظته، وأخطرها تلك
الصفحات التي كتبت عن الدولة الحمدانية حيث برز المتنبي وأبو فراس بين
أسمائها، كما برزت عواطف الأبطال والأمهات والبنين والبنات، فيما تداوله
العرب والروم من مواقع القتال، ومواقف الأسر والفداء، فإن هذ 5 الصفحات
أحرى بأن تسمى ملحمة شعرية يؤلفها القارئ في ذهنه، ويتممها بخياله، ويملأ
بها فراغ الملاحم التي كثرت في الاَداب الأجنبية وقلت في الاداب العربية " (1).
وعلى إثر حصول المحاسني على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من
جامعة القاهرة، وصدور كتابه (أدب الحرب) كتب إليه الدكتور مصطفى
الخالدي كلمة بعنوان: (إلى اديب سورية الكبير الدكتور زكي المحاسني) قال
فيها:
"لا أستعظم على مواهبك الفذة ونشاطك الجم وطموحك الوثاب، أ ن
تتعاون كلها عناصر قوة وخير وإبداع، فتفتح أمامك اَفاق الثقافة الواسعة،
وتحلق بك في أجواء المعرفة اللانهائية، فإذا أنت في مدى سنوات معدودة؟
ضارب في كل العلوم والفنون بسهم وافر، وإذا أنت إلى إبداعك كل الإبداع في
الشعر عَلَمٌ من أعلامِ البلاغة وركن من أركان الادب في الفصحى التي نَمَتْكَ
أعراقها، وأطاعتْكَ شوَارِدُها، وانفتحت لك مَغَاليقُها.
أيها الشاعر العالم!.
إن كل أديب عربي ليغبط فيك سورية الشقيقة التي رفعتَ رأسها عالياَ
حينم! أحرزت شهادة الدكتوراه في الاَداب بتفوق نادر، أدهش أساتيذ الجامعة
(1)
من مقال للأديب الناقد الأستاذ عيسى فتوح عن بحث بعنوان: (شعر الحرب في
أدب العرب) للعقاد في كتابه (أشتات مجتمعات)، نشر في مجلة اليرموك -
الأردن، سنة 994 ام.
69

الصفحة 69