كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

وقد بذل د. المحاسني جهداً كبيراً في جمع معلومات عن هذا الشاعر
ا لكبير، إذ لم تذكر ا لمصادر القديمة تفصيلات تتصل بحياته وبيئته، أ ما ا لمؤلفات
الحديثة في الأدب والشعر، فقد أشارت إليه إشارات عابرة.
غير أنه تمكن من دراسة حياة الشاعر من خلال بعض ما ذكر عنه في مصادر
تحدثت عن الشعر أيام الفاطميين لعل أهمها (الثعالبي) في (يتيمة الدهر)،
و (الصلاح الصفدي) في (الوافي بالوفيات)، و (ابن شاكر الكتبي) في (فوات
الوفيات)، وبهذا أحإط بأهم ملامح حياته وشعره.
وقد كان العقيلي يحيا كما يحيا الأمراء والرؤساء وذوو الثراء، ففي شعره
وصف لهذه الحياة وللماَدب التي كان يقيمها الشاعر لأصدقائه وخلأنه في
بساتينه النضرة الوارفة، ورغم وجود 5 في عصر شاع فيه الملق والتزلف.
وبئن د. المحاسني في دراسته للشاعر العقيلي خصائص الديوان من
الوجهة الشكلية والموضوعية، وامتياز 5 بجزالة الديباجة وحلاوة المعنى ودقة
التصوير والبعد عن الركاكة.
وهذا الديوان الذي تركه الشاعر على حد قول د. المحاسني " دليل عليه،
ونبراس يضيء ما خفي واستبهم من حياته وشؤون عصره ".
ومن نماذج شعر 5 في ديوانه الأبيات التالية:
قال في القناعة:
إذا كانَ للإنسانِ رزقٌ تقاذفتْ إليه به الأيامُ مِنْ كُل جانبِ
فلا تركبِ الحرصَ الذي إنْ تركتَه رَمَى بِكَ في وَعْرِ الظنونِ الكواذِبِ
وقال:
دعِ الحرصَ في الزَزقِ مهما صَعُبْ ولا تكْثِرَنَ له في الطَلَبْ
وثقْ بالإفِ ولا تَيْأَسن فيمعِبُكَ الحِرْصُ كل التَعَبْ
فرُئتَ رزقٍ يَجِيءُ الفَتَى برجلَيْهِ مِنْ حيثُ لا يَحْتَسِبْ
74

الصفحة 74