كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

وتناول د. المحاسني هذا الشاعر الطموح فبحث في مولد 5 ونشأ ته، وقد
تميز المتنبي بأن شعر 5 جاء موضحاً لسيرته وحوادثه، ولم يتفق لشاعر عربي
برزت اطوار حياته وعصر 5 في شعره مثلما اتفق لأبي الطيب.
وق! م المحاسني حياة المتنبي إلى أربعة أطوار، ثم انتقل إلى دراسة
جوانب من أدب المتنبي وعلى رأسها شعره، فبحث في موهبته الشعرية فقد كان
المتنبي شاعراً مطبوعاً نطق بالشعر وتالى له وهو غلام، وكان لحياته الأولى في
البادية وبين الأعراب ومعرفته بأصول اللغة واستعمال الكلمة في موضعها من
كلام العرب، أثر راسخ في موهبته وطبعه.
وتحدث د. المحاسني في كتابه عن ألوان شعر أبي الطيب المتنبي،
وقال: إن شعره يمثل عصره بصدق، ويمكن أن نعرف منه ما حدث من حوادث
ومحن في هذا العصر، فهناك شعر 5 القومي، وشعره الذي تجلت فيه الحكمة،
واختار من شعر 5 في الحكمة والعبرة الأبيات التالية:
الةُ العيشِ صِخَةٌ وشبابُ فإذا وئَيا عنِ المرءِ وَلّى
أبى خلقُ الدنيا حبيباً تديمه فما طلبي منها حبيباً تردّ5
ما كل ما يتمئى المرءُ يُدركه تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ
غيرَ انَ الفتى يُلاقِي المنايا كالحاتٍ ولا يلاقي الهَوانا
فلا تَطْمَعَنَ مِنْ حاسدٍ بمودةٍ وإن كنتَ تُبديها له وتنيلُ
ومن روائع شعر المتنبي شعره في الحرب والبطولة فقد صور الوقائع
الحربية مع البيزنطيين، فكان شعره بوق الحرب الذي نام سيف الدولة في قبر5
على 3هدير صوته، ومن هذا الشعر الرائع وصفه لوقعة (الحدث الحمراء) سنة
77

الصفحة 77