هلِ الحَدَثُ الحمراءُ تعرِفُ لونَها وتعلمُ أفيَ الساقيينِ الغمائمُ
بناه! فأعلى والقَنا تَقْرَعُ القنا وموجُ المنايا حولها مُتلاطِمُ
خميسٌ بشرقِ الأرضِ والغربِ زحفُهُ وفي أُذُنِ الجوزاءِ منه زَمازمُ
ويمضي الدكتور المحاسني في دراسته لألوان الشعر عند المتنبي،
كالمديح الذي يتميز به وبأسلوبه في المديح الذي يساوي فيه نفسه بالممدوح
فهو يقول مثلاً:
ناديتُ مجدَكَ في شعري وقد صَدَرَا يا غيرَ منتحِل في غيرِ مُنتحَلِ
ومن ألوان شعره الأخرى الرثاء والهجاء وا لوصف.
وكما أن لكل نابغ حُشَاد وخصوم، فقد كان للمتنبي خصوم ونقاد،
وألفت كتب تبحث في هذ 5 العداوة والخصومة ككتاب (القاضي الجرجاني)
(توفي 92 4 هـ) وعنوانه (الوساطة بين المتنبي وخصومه).
وقد وصف د. المحاسني المتنبي بأنه شاعر عالمي له منزلة في الشرق
والغرب، فقد احتل مكانة رفيعة ارتقى إليها بقوة واقتدار، وبين أنه قصد من
كتإبه عن (المتنبي) ان يكون بياناَ لمنزلة الشاعر في الأدب العربي.
وخصص المحاسني الفصل الرابع من كتإبه لمنتخبات من شعر المتنبي.
ومن هذ 5 المنتخبات الشعرية، شعر في التوثب والطموح، والرحلة،
وا لغزل، والفخر، والرثاء، والمديح.
وقد كان معظم شعر 5 قصائد في المديح لسيف الدولة منها على سبيل
المثال الأبيات التالية:
لكل امرىءِ مِنْ دَهر 5 ما تَعَؤَدَا وعادةُ سيفِ الدَوْلَةِ الطَعْنُ في العِدى
وأن يكذب الإرجافَ عنه بِضِدِّ 5 ويُمْسِي بما تنوي أعادِيْهِ اسعدا
ذكي تظنيه طليعةُ عينِه يرى قَلبُهُ في نومِهِ ما تَرى غَدا
78