كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

يتخفَون عن صفاتهم الدبلوماسية البروتوكولية المتحفظة، ويمحضونني
صداقتهم حتى تمنيت لو أن السلك الدبلوماسي كله أُسند إلى رجال! فكر وأدب
وشعراء، لأنهم أقدر من سواهم على تقديم القيم الروحية الأصيلة التي توثّق
الضلات بين الشعوب، وتُعين على تحقيق التفاهم العميق بين الثقافات
والحضارات، وتقلّل من التناقضات المترتّبة على اعتبارات العنصوية الضيّقة.
ولد الدكتور زكي المحاسني في دمشق في عام 9 0 9 1 وتوفي والده وعمره
عامان دون ان يترك له صورةً يتأمل فيها ملامحه، وتنقّل بين مدارس العاصمة
السورية إلى ان نال! الإجازة الجامعية من كلية الحقوق السورية عام 1931،
وزاول! المحاماة بعدها لفترةٍ قصيرة. ولكن شغفه بالأدب أعاد 5 إلى دراسته في
الجامعة السورية، فنال! إجازتها في عام 936 1. واشتغل بعد تخرّجه بتدريس
اللغة العربية وآدابها في أنطاكية ثم في دمشق إلى أن اوفدته حكومته إلى القاهرة
لمتابعة الدراسات العليا في جامعتها، وعاد بعد نيله درجتي الماجستير
والدكتورا 5 إلى تدريس الأدب العربي في كلية الاَداب الحديثة بجامعة دمشق،
وعُئن مديراً للتراث بوزارة الثقافة السورية، واجتذبه التدريس من جديد في كلية
الشريعة بجامعة مكة المكرّمة وفي كلية التربية في الجامعة اللبنانية. وفي غضون
ذلك اختير عضواً مراسلاً في المجمع الملكي الإسباني عام 1971، وعضواً
مراسلاً في مجمع اللغة العريبة بالقاهرة عام 972 ا بتزكيةٍ من رئيسه الدكتور طه
حسين، ولكن المرض حال! دون مشاركته في أعمال! المؤتمر السنوي للمجمع،
وتوفي بُعَيْد انتخابه في الثالث والعشرين من اَذار (مارس) 972 1، وأطلق اسمه
على الساحة المجاورة لجامع الإيمان في حي المزرعة بدمشق. وفي مناسبة
الذكرى الأولى لوفاته، أصدرت زوجته كتاباً تذكارياً عنه بعنوان (تحية وذكرى
الدكتور زكي المحاسني) حزَر فصوله الذين عرفو 5 في أدبه ونضاله من أعلام
المفكرين وا لأدباء في الوطن العربي.
وللدكتور المحاسني طائفة غير قليلة من الكتب الأدبية التي صاغ
فرائدها، منها (شعر الحرب في أدب العرب)، وهو رسالته لنيل درجة

الصفحة 8