خاطره شعور وطني يدفعه لقول الشعر الوطني.
وعمل بالتدريس بعد تخرجه من الجامعة، ثم في إدارة البرامج العربية في
إذاعة فلسطين.
اما ادب إبراهيم فقد كان ينئم عن أديب مطبوع وباحث محقق، وكان
موسوعي الثقافة في الاداب العربية والعالمية.
وبحث د. المحاسني في الفصل الثاني من كتابه في ظروف الحياة
السياسية والوطنية في فلسطين في الأيام التي عاشها إبراهيم، وقد كانت حياته
قصيرة، فقد مات وهو في ريعان الشباب، وكانت فلسطين حفية بشاعرها
الأبي، الذي كان يقف في الحفلات متهكماَ بأعداء البلاد، وكان وهو لا يزال
طالباَ في الجامعة الأمريكية ثم بعد تخرجه منها سنة (929 1 م) الصوت المدوي
للحركة الوطنية ضد الامعتعمار والخداع، فاقترن إسمه بقضية فلسطين
ومحنتها، وكان كما قال المحاسني: " الشاعر المحامي عنها، واللسان الصاددتى
للقومية العربية في عهدها الحديث ".
وتناول د. المحاسني أيضاَ في هذا الفصل بالدراسة الحياةَ الفكرية
والاجتماعية في زمن طوقان، فلم تكن فلسطين منعزلة عن الحياة الفكرية في
الشرق والغرب، كما لم تكن السياسة ومشاغلها عائقاَ دون ظهور طلائع الادب
الفلسطيني في الشعر والنثر والقصة، وهنا يعطينا د. المحاسني صورة لما كان
عليه هذا الأدب في ذلك الحين0
وينتقل في الفصل الثالث للحديث عن شعر إبراهيم طوقان وموهبته
الشعرية الفائقة، وقد بدأ حياته الشعرية بالغزل، فاعطانا من شعر 5 كل غزل
حبيب، وقل أن يبدأ الشاعر بدون غزل.
على أن شعره الوطني كما يقول المحاسني: " هو لهيب مستعر، من قلب
ثائر، ومنتوج طبيعي لحوادث ألقَت بفلسطين تناولت حياتها الوطنية والقومية،
فعئر عنها شاعر موهوب ربطه بالأرض منبت وثيق، فقد نشأ مع نشأة هذه
81