من الشعر المرسل، الذي أقبل على صنعه الشبان المتعجلون، فهو في رأي
المحاسني لا يعد شعراً ولا نثراً، ولم يدرك غايته من التجديد 0 لكن النثر حدثت
فيه تطورات مميزة، فقد انطلق من قيوده القديمة، وكؤن صوراً متنوعة في التعبير
وفقاً للذوق الحديث.
وأفرد د. المحاسني قسماً من كتابه للحديث عن أشهر شعراء العصر
الحديث! (شوقي) و (حافظ) و (مطران)، وتناول! بالبحث مدارس الشعر
! (جماعة أ بوللو) التي اسسها الشاعر (أحمد زكي أ بو شادي).
وتابع حديثه عن ملامح الأدب الحديث، فتناول! بالدراسة أدب القصة
الحديثة وادب المسرح، ودور الترجمة والتمازج الفكري في تحقيق التطور
للأدب الحديث. فقد اتصل الشرق بالغرب عن طريق النقل والترجمة لأدبه
وثقافته، فأخذ التطور سبيله إلى ادب العرب بعد ازدياد حركة الترجمة من
الفرنسية والإنكليزية إلى العربية، وأخذت أداة التعبير تتحرر من قيود الأسجاع
والتنطع في الألفاظ.
فلولا حركة الترجمة التي دبت في مستهل نهضتنا المعاصرة فنقلت إلى
أدبنا روائع الفكر الغربي، في مناهج النقد والفلسفة وألوان القصة والمسرحية،
لبقي ادبنا متخلفاً منطوياً على نفسه.
كذلك حدث تطور ملموس في مجال! تحقيق المخطوطات، فإن حركة
النشر للمخطوطات وتحقيقها كانت من المظاهر العلمية والقومية في عصرنا
الحديث.
وقد بحث د. المحاسني أيضاً في موضوعات لها علاقة مباشرة بالأدب
المعاصر وهي اللغة العربية، إذ لابذَ للغة العرب في هذا العصر من تطور يلائم
الحضارة، لذلك رأينا مجامع اللغة العربية في الوطن العربي تهتم بالمصطلحات
العلمية، وقد نهض بهذا العبء أعلام في مصر والشام والعراق ولبنان، فأغنوا
لغة العرب الحديثة بتلك المصطلحات العلمية.
87