كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

التاريخية والثقافية العربية كانت دائماً ضعيفة، سرعان ما تنسى الماضي المظلم
- مهما يكن قريباً - بإساءاته ومظالمه، ويشير صراحة إلى أن بعض المسؤولين
والمثقفين العرب، كانت تُسئرهم عُقَد النقص تجا 5 الدول التي استعمرت
بلادهم، وكانوا يرون فيها رمز الزَفْعة والتقذم، ولم يكتفوا بالتقرب منها
والتزلُف إليها، بل أخذوا يتنافسون فيما بينهم ومع غيرهم من أبناء الأقطار
الأخرى في تفضيل لغة مستعمر سابق لوطن على لغة مستعمر سابق لوطن اخر.
وقال: "كل ذلك والأصالة العربية في منأى عن هذه المناقشات، فقد كانت اللغة
العربية والثقافة الإسلامية لا ترقيان عندهم إلى مستوى الدخول في هذا
المعترك!!! (1).
ثم عاد إلى السؤال الذي طرحه: كيف تكون العلاقة بين أوروبة والعرب؟
فذكر قبل الإجابة أن كل علاقة سليمة بين طرفين لا بدَ أن تقوم على أسس من
التكافؤ والندئة، ولا يعني ذلك بالضرورة التساوي أو التطابق، بل يكفي قَدَرٌ من
التوازن في القوى أو في المصالح وتبادل المنافع، والمنفعة لا تقاس بقيمتها في
ذاتها، وإنما تقاس بمقدار الحاجة إليها، ولا بدَ أن تكون منيعة لا تُنال دون
مقابل، حتى لا تفقد قدرتها على إحداث التوازن، وهذه هي الحال إلاَن بين
البلاد العربية واوروبة وغيرها من القوى مثل الولايات المتحدة.
واستشهد المؤلَف على هوان العرب بقولِ لرئيس الوزراء الإسرائيلي
الأسبق إسحاق رابين في معرض تعليقه على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
في واشنطن - إن على الفلسطينيين أن يتجاوبوا ويغئروا مواقفهم لأننا نحن
(الإسرائيليين) في موقف العطاء!!، وهو كلام لا يُقال إلآَ في حالة فقدان
التوازن، وعدم وجود شيء يعطيه الطرف الاَخر، حتى يقوى على المطالبة
بمقابل له، ثم قال:
"بل لفد قال الرلْيس السابق للولايات المتحدة ريغان - وأثده الرئيس بوش
(1) ص 98.
155

الصفحة 155