كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
وكزر تصريحاته - إن مصالح بلاد 5 في هذا الجزء من العالم لم تتحقق في أ ي
وقت مضى كما تحققت الاَن. وهو يقصد بقوله (الآن) حالة الضعف والتمزق
والتباعد بين أكثر الحكومات العربية وأقطارها.
وكنت قد شاركت في ندوة عن السلام والحوار بين الأديان، وسمعت
أحد الكردينالات البارزين يقول في حفل الختإم الصباحي: إننا نحن (في
الفاتيكان) وإخوتنا الكبار اليهود نبني النظام العالمي الجديد. أجل، هذ 5 هي
الحقيقة. وهذا هو العالم الحفيقي من حولنا. لقد شارك في هذ 5 الندوة ما يزيد
على ئلاثمئة شخص يمثكون اديان العالم وشعوبه، من بينهم عدد من المسلمين
ومن العرب، لم يكن لهم من وزن إلآَ وزن الأشياء الشكلية الفولكلورية
للتصوير التلفازي وللإعلام بعماماتهم المختلفة الأشكال وعباءاتهم وجُبَبهم.
ولذلك قال الكردينال ما قال " (1).
وانتهى ناصر الدين الأسد إلى القول بأن العالم من حولنا، وهو عالم
يهودي مسيحي، لا في ديانته، فهما ديانتان سماويتان، ولكنه عالم يهودي
مسيحي في ثقافته، وفي فكر 5 المحرك لهذ 5 الثفافة. وفي مصالحه التي يخطط
هذا العالم لتحقيقها كاملة في المستفبل.
وهذا التمهيد الذي ذُكر هو أول الطريق للإجابة عن سؤاله، والخطوة
الأولى في نظر 5: المعرفة الصحيحة لهذا العالم الذي تفرض علينا طبيعة
العلاقات الاجتماعية ومتطلبات الحيإة والتواصل أن نعقد علاقة به، وان تكون
معرفتنا شاملة للجوانب التاريخية والتكوينات الدينية، والتجمعات العرقية،
والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، فتؤكف جماعات للبحث ومؤسساته، على
أن تكون الدراسات والبحوث موضوعية، بعيدة عن التعصب والتطرف، لتأتي
مصؤرة للحقيقة والواقع، فنستفيد منها حقاَ، ونرتب عليها نتائجها ونبني عليها
مواقفنا، مثلما فعل الأوروبيون.
(1) ص 99 - 100.
156