كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

الأول (جامعة القاهرة الاَن)، ولأنه من خريجي الكلية العربية التي كانت السنتان
الأخيرتان فيها تُعدان دراسة جامعية أولية، فقد اعفي من السنة الجامعية
الأولى، والتحق بالسنة الثانية بقسم اللغة العربية، وكانت القاهرة حينذاك مركز
الإشعاع العلمي الأول في الدول العربية، وملتقى المثففين والأدباء، وكانت
الحياة الأدبية تضجُ بمعاركها ومنتدياتها ومجلاتها الراقية، فتهيأت له فرصة
التعرُف إلى الحياة الثقافية ومواكبتها بكل أبعادها الأدبية والفكرية، كما شهد
التغييرات الحادة التي ألفت بالحياة السياسية وا لاجتماعية.
وتهياً له في هذه المرحلة التعرف إلى رواد كبار من أمثال العفاد، وطه
حسين، وأمين الخولي وشوقي ضيف، وبعض هؤلاء تتلمذ لهم، وحظي
بعنايتهم وصدافتهم، واكتسب من روحهم ما ساعد 5 على إنضاج تجربته،
وصقل قدراته،! اغناء معرفته.
وكان له شرف صداقة العلأمة محمود محمد شاكر، الذي له فضل كبير
عليه، إذ كان يمنح طلبة العلم الكثير من وقته. ويضع أ مامهم خزانة كتبه العامرة
بالمراجع النادرة، مما يجعله نموذجاً للعالم الأصيل الذي قل نظير 5 في عالمنا
اليوم، ولم يرَ ناصر الدين الأسد في حياته استاذاً يحسن تذؤُق الشعر الجاهلي
والغوص في معانيه بعمق، كالعلأمة محمود محمد شاكر. وسيأتي بعد قليل
تفصيل لصلة ناصر الدين الأسد بهذا العالم الممئز، وبالدكتور طه حسين.
وفي السنة الثالثة من دراسته تزوج من الفتاة المصرية فوزية البنا،
وأنجبت له ثلاثة أبناء وبنتاً.
وتخزَج في قسم اللغة العربية عام 947 ام، ولأنه كان الأول فقد منح
جائزة الدكتور طه حسين لأول الخريجين بقسم اللغة العربية من جامعة القاهرة.
وقد عانى خلال سنوات دراسته فيها عُسر الحال وضنك العيش، واضطر ا ن
يعمل طول دراسته الجامعية، فعمل حيناً مترجماً لهندي جاء يُعد الدكتوراه في
القاهرة، ومعه كتاب ديني طلب منه أن يترجمه له إلى العربية، ويقوم بالتعليق
16

الصفحة 16