كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
نردَده، واختلطت عندنا المعاني، ثم نسينا المعنى الاصلي في علومنا وتراثنا.
ومن هنا كان خطر (المصطلج) فهو يأتي معبَأً بالمعاني، مشحوناً بالمضامين التي
تُغَزَب النفس وتقتلع الفكر من منابته وأ صا لته، لترمي به في مها وي الضياع " (1).
ويسترسل المؤلَف في حديثه، ويرى أن نردَّ على تلك المطاعن
والحملات، ونحن في عصر الاتصالات الفضائية والمعلومات الإلكترونية
والتكنولوجيا المتطورة، بأن نَلج في هذا العالم بقوة وصراحة، وأن نتوجه إلى
الخطاب العالمي بمشروعنا الحضاري، وذلك بعرض الحقيقة ناصعة،
وباستعمال لغة العقل، وبالاسلوب الموضوعي، وعلى مستوىً من الثقة
بالنفس وبالأمة وبدينها وحضارتها، ومن منطلق التكافؤ والنِّدِّية، دون الانزلاف
إلى الشعور بالنقص والفحعة، ولا إلى الشعور بالتبخج والاستعلاء، ودون
الوقوع في متاهات التسويغ (التبرير) أو الوقوف موقف الدفاع، وإنما بحسبنا أ ن
نبسط الحقيقة بكل ما تحمله كلمة (بسط) من معاني الشرح والتوضيح والتبسيط
أو التيسير، حتى تصل إلى غيرنا بعيدة من تعقيدإت المصطلحات وتفريعات
المذاهب والاَراء الفقهية.
وعلينا أن نقدم بين يدي ذلك بمسائل منها: أن الحكم العلمي النزيه على
الإسلام، هو الذي لا يقتصر على التربُّص بأخطاء التطبيق، ولا بتصئد عيوب
الممارسات، فسوء تطبيق المبدأ لا يعيب المبدأ نفسه، ولكنه يعيب الذين
طتمَوه.
والابتعاد عن المصطلحات والألفاظ التي توقع في الارتباك، وتؤدي
معاني متناقضة مثل (الاشتراكية)، حيث شاعت في بلادنا بدعة الاشترإكية (2)،
(1)
(2)
ص 14.
ودعاوى أن الإسلام دين الاشترإكية، فالإسلام نظام متكامل للحياة، قد تشترك
فيه ملامج من أنظمة أخرى، ولكنه يقيناً يختلف عنها في مجموعه اختلافأ
أساسيأ.
165