كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

و (السلام) حين اصبحنا مصابين بحفى السلام. واسقطنا البديل أو الخيار
العسكري، اتخذنا الدين وسيلة لترويج دعوتنا، فأصبح الإسلام هو دين
السلام، وهو كذلك حقاً، ولكن: أي سلام، ولمن؟ للمعتدي الذي يحتلُّ
الأرض، والذي سيبقى يحتل جزءاً كبيراً منها.
ثم بدا بموضوع (الحكومة الإسلامية) وبيان معناها وطبيعتها، وذكر أنه
لا يوجد في الإسلام رجال دين، واوضح انه ليس في القرآن ولا في السنة النبوية
ما يمنع أفي تسمية لمنصب الحاكم الأعلى ولا للقبه، فقد تكون هذ 5 التسمية:
رئيس الدولة، او رئيس الجمهورية، او ملكاً، او سلطانأ، أو خليفة، أو امير
المؤمنين.
وقاد 5 البحث إلى امرِ آخر وهو: طريقة اختيار رئيس الدولة أو تعيينه،
وهو امر لم يرد عنه ايضاً توضيحٌ في القراَن ولا في السنة النبوية، وقد انتهى
المؤكف إلى ان طرق الترشيح للحاكم الأعلى، قد تعددت زمن الخلفاء
الراشدين، ولكن طريقة تسلم هذا الحاكم لسلطاته كانت واحدة، وهي البَيْعة.
وهذ 5 البيعة التي هي حق من الحقوق السياسية للمسلمين جميعأ اختلفت
صورها ايضاً، وتُرك امرها للمسلمين، بحسب ما تيسِّر 5 لهم أحوالهم
ووسائلهم. وذكر انه ليست لوليئَ امر المسلمين صفة مقدَسة، وأبان أنه من
الجائز في الشرع ان يختار المسلمون ما يناسب احوالهم ويحقق غاياتهم من
الطرق والصور، ومنها الانتخابات الحديثة والحياة النيابية ومجالسها، وذكر ا ن
الشورى ركيزة من ركائز السلطة كما هو الحال في البيعة. وأن الشأن في الشورى
كالشأن في البيعة، تركهما الله ورسوله دون تحديد لا4 طُرهما او لوسائلهما،
ليختار المسلمون في كل عصر من الا4طر والوسائل والصور ما يناسب أحوالهم
السياسية واوضاعهم الاجتماعية، على أن المؤلِّف يورد أن الشورى غير مطلقة،
بل هي محصورة في الأمور التي ليس فيها نص واضح قطعي الدلالة قطعي
الثبوت: في القراَن أو السنة النبوية.
166

الصفحة 166