كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

لأهداف اخرى، واكتفى باستشهاد مثالين يدلأن على كثير من الزَيف في
الديمقراطيات الغربية، وعلى انتهاك حقوق الإنسان. والقياس بمقياسين.
الأول: منع المؤزخ البريطاني ديفيد إيرفينغ من دخول أسترالية، لأنه قال إ ن
الاضطهاد النازي لليهود مبالغ فيه، كما قضت محكمة المانية بتغريمه (10)
الاف مارك، بعد ان نفى ان اليهود كانوا يموتون في غرف الغاز بمعسكر
اوشفيتز.
الاَخر: حكم محكمة شتوتجارت الألمانية على الكيميائي الألماني
جرمارشيرر بالسجن اربعة عشر شهراً، لأنه نفى قتل ملايين اليهود في العهد
النازي، وتضاف إلى هذين المثالين أمثلة كثيرة لا سبيل إلى حصرها، منها قصة
المفكر الفرنسي روجيه جارودي مع المحاكم الفرنسية، بسبب كتابه (الأساطير
المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) قصة لا تزال قائمة، والتي تدل على ا ن
الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد الأوروبية والأمريكية شعاران، يقاسان
بمقياسين مختلفين.
الفصل الثاني: الأقلي! ت في الإسلام. أبان المؤثف في مقدمته أن موضوع
الأقلئات في الإسلام باب واسع، تدخل منه على الإسلام والمسلمين مآخذ
وانتقادات كثيرة، تُظهر كلأً منهما بمظهر التعضُب والتخ! ف، وانتهاك حقوق
الإنسان، وان بعض هذه الماخذ افتراءات مبعثها الجهل والعصبية، ولكن
بعضها صحيح مرذُه إلى اخطاء في التطبيق المخالف لروح الإسلام، وهي
أخطاء وقع فيها بعض الفقهاء فيما اصدروا من احكام - ظناَ منهم أنهم بذلك
يرفعون من شان الإسلام ويحمونه - ثم بالغ في تطبيقها العامَةُ من المسلمين
خلال العصور المختلفة.
وقال في لفظ (الأقلئات): "ونحن نستعمل لفظ (الأفلئات) على غير
رضىَ منا، فهو مصطلح غريب عن الإسلام وروحه، ولم يستعمله أحد من
المسلمين الأوائل، هانما كان التعبير الدالُ على اليهود والنصارى هو (أهل
الكتاب) كما في القرآن، و (أهل الذمَة) كما في الحديث النبوي. . . ونحن
168

الصفحة 168