كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
الآخر: "لا يفلح توم وئوا أمرهم امرأة " ورأى أنه لا يُلْتَفت إلى ما رتبه عليه
بعضهم من أحكام على المرأة بالانتقاص من شأنها، وبعدم توئيها مناصب
الولاية والقضاء.
وطاف حول موضوع تعدد الزوجات، وبئن أن نظام تعدد الزوجات إلى
غير حد، كان معروفاَ مئبعاً في أكثر الديانات والدول السابقة، فالإسلام لم يكن
هو الدين الذي بدأ التعدد، إنما هو الذي جاء بالتحديد، وأوضح أن نظام تعدد
الزوجات يثترط العدل المادي في الإنفاق وفي المعاملة، وإن لم يشترط العدل
في المشاعر التي لا يملكها البشر. وبهذا تكون المرأة زوجة شرعية لها مكانتها
في المجتمع، ولها حقوقها الشرعية الكاملة، وليست خليلة سيئة السمعة،
ساقطة المكانة في المجتمع، تجزُ على نفسها وخليلها وعشيقها الفضائح،
بحيث تلوك الصحف - في عصرنا - سمعتيهما وتطيح بأصحاب المناصب
العالية منهم.
وانتقل إلى موضوع الحجاب، وأوضح أنه لي! في الإسلام زفيٌ خاصنٌ
بالمرأة، وإنما فيه أوامر تدعو إلى احترام جسده! بعدم التبزُج والتعزي، وعدم
عرض مفاتنها، ووجوب ارتداء الملاب! الساترة، وقال: "فلماذا لا نترك لكل
ثقافة ولكل مجتمع ان يكون لنسائهما من الملاب! والأزياء ما ينتمي إليهما
وينتميان إليه؟ ألي! من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أن نترك هذا
الاختيار لكل ثقافة ومجتمع، دون أن نسخر من الخمار أو الحجاب أو نمنعهما
إذا اختارتهما بعض الثقافات والمجتمعات؟ أو إذا اختارتهما بعض النساء في
تلك المجتمعات دون إكراه. وما القول في ملاب! الراهبات مثلاً؟ وما القول في
غطاء رؤوس الأوروبيات في مواقف الحزن والحداد والجنازات. وغطاء
رؤوسهن حين يقابلن البابا مثلاً في الدول العلمانية مثل فرنسة " (1).
وانتهى في نهاية الفصل إلى أن معيارَ الصحة والفساد، الاحتكامُ إلى
(1) ص 72.
172