كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
كتاب الله والشُنَة النبوية الثابتة، وليس إلى الشروح والتفاسير والتعليقات
والأحكام التي هي من صنع البشر، يصيبون ويخطئون، ولا بذَ من التذكير دائماً
أن الفقه غير الشريعة، فهو بشري، وهي إلهية. ولا يجوز اتخاذ 5 حخة عليها،
بل هي الحخة والمعتمد، فما وافقها منه قبلنا 5، وما خالفها رفضنا 5.
الفصل الرابع: الكرامة الإنسانية. جذورها التاريخية ومخاطر التطرُّف.
أبان في هذا الفصل أن كرامة الإنسان بلغت أجلى صورها وأعلى مراتبها في عدد
من الايات القرآنية، دون حصرها في دين معين أو عِرق محدد. فقد منح اللّه
الإنسانَ العقلَ، وحثَة على استخدامه في النظر والتفكُر والعلم، وحرَر 5 من
عبودية غير 5 من الخلق، وجعل عبوديته دئه وحده، وأصبح الإنسان مستحقاً أ ن
يكون (خليفةً في الأرض) ومن أجل ذلك سخر الله له ما في السماوإت
والأرض، وأطلق له العنان في البحث والتدئر والاكتشاف في الاَفاق 0
ثم أوضح أن الطائفية غير جائزة في الدين، لأنها تمثل مزيداً من التمزُلْى
والافتراق داخل الدين الواحد، وأشار إلى أن التفزُق في الدين والانقسام إلى
فرق وطوائف كان شائعاً قبل الإسلام بزمن طويل، حتى كادت اليهودية تصبج
(يهوديات) والمسيحية تصبج (مسيحيات) وقد حَفَل القرآن الكريم بذكر ذلك
وحذَر منه، وذئمَ مَن قام به. فلم ينتفع المسلمون بشيء مما جاء في كتابهم، وما
لبثوا أن وقعوا فيما وقع فيه من سبقهم، وأصبحوا فِرَقاً وشِيَعاً، ومذإهب تتفاوت
في القُرب والبُعد، واشتط بعضها وغالى وخرج عن الأصول! الجامعة، ولم
يقتصر على الخلاف في الفروع، وبذلك أصبح الإسلام (أدياناً) كما حدث
لليهود والمسيحية.
ثم تابع حديثه وذكر ان الدين كله دلّه، والله لا يقبل لخلقه وعبيد 5 أ ن
يختصموا ويتقا تلوا باسم الدين، أو بسبب تعدد أديانهم، إلآَ أن يكون اختصا مهم
واقتتالهم رذَاً لعدوان ودفعاً لظلم، أما في غير ذلك فالوسيلة الدينية المشروعة
الوحيدة هي الحوار بآدابه وأساليبه التي وضَحها القراَن الكريم.
173