كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
الاَراء الواردة فيها حتى يستبين صوابها أو بطلانها بالحجَة والبرهان.
سادسها: عدم الانخداع بالحواس بالاعتماد عليها وحدها، وفي الشك
في الأمور إلى أن يقوم عليها الدليل. وهو منهج منتشر بين المسلمين،
وضَحه الجاحظ في قوله: ". . . فلا تذهب إلى م! تريك العين، وإذهب إلى م!
يريك العقل، وللأمور حكمان: حكم ظاهر للحواس، وحكم باطن للعقول،
والعقل هو الحجَة " (1).
وحين يصل الإنسإن إلى مثل هذه الحالة من الاستعداد العقلي والعلمي،
فإنه يصبح مؤهَّلاَ لأن يفتح الله سبحانه أمامه جميع أبواب الحياة وجميع ما فوق
الأرض وم! في باطنها، ويي! ر م! فوق البحار وم! في جوفها. وم! في الفضاء
والسماء لتصبح كلها ميداناً للتدبير والتسخير بين يدي الإنسإن، يصل إليها
بعفله، ويفتح مغاليقها بعلمه بفضل الله.
وحتى يستطيع المسلمون الإقدام على فتج تلك الأبواب والميادين في
السماوات والأرض جميعاً دون خوف ولا تردُّد - والخوف والتردُد يُلجمان
العقل والعلم ويعطِّلان القُدرة - فقد اسقط الله محاسبتهم على أخطائهم في
التفكير وا لاجتهاد والبحث، مإ دا مت نئا تهم سليمة ومادا م ا لحق را ئدهم وهدفهم.
وقد استشهد المؤلف بشواهد كثيرة تؤيد م! ذهب إليه في الفصل لا يت! ع
المجال لذكرها هنا.
!!!
(1) ص 97 نقلاَ عن كتاب الحيوان: 1/ 7 0 2.
175