كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

وهي مميزات -كما يقول المحققان (1) - لا يُ! نشكثرُ معها تلك اللهجة
التقريرية القاطعة التي تغلب على كتابته، ولا يُسْتنكر إزاءه! قوله دائماَ الا شك)
والا بد) ف! ن الثقة القائمة على التحزي المخلص، والنقل الثابت قطعاَ، هي
وحده! التي تُملي على ابن حزم هذه الألفاظ القوية الحاسمة.
ولذلك جاءت هذه السيرة تحمل رأياَ قاطعاَ لا تردد فيه، في تأريخ
الأحداث. لا لأن ابن حزم مؤرَّخ شديد الدقة والضبط فحسب، بل لأنه ذو راي
مستقل في طريقة التاربخ بالهجري، فهو يَعد شهرَ ربيع الأول - وهو الشهر الذي
هإجر فيه النبي -لمجي! إلى المدينة - أولَ السنة الهجرية، محرِّراَ بذلك تأريخ وقائع
السيرة، بنسبتها إلى الوقت الذي وقعت فيه الهجرة فعلاَ. لا يفصد بذلك مخالفة
التاريخ الهجري الذي استقرَّ عليه المسلمون جميعاَ، منذ عهد عمر بن الخطاب
رضي الله عنه إلى الاَن، هالى ما شاء الله، وهو عَدّ شهر المحرم بدء السنة
الهجرية، فصنيعه هذا - من الناحية التأريخية الصرفة - أدن في التوقيت،
واقرب إلى الواقع التاريخي.
وقد غلبت على ابن حزم في التأريخ طريقة التلخيص، كما فعل في
السيرة، ف! نه جزَدها من الأشعار والقصص، وكان تناوله للفتوحات وتواريخ
الخلفاء في نقط العروس، وغير هذين على هذا المنهج أيضاَ.
وامتاز عمله في هذه الناحية بجمعه أشياء متفرقة متباعدة تحت موضوع
واحد، كأنْ يعقِد فصلاَ يعدَّد فيه امراء الرسول لمجي! واَخر يعدَّد فيه سراياه، وثالثاَ
يذكر فيه ابناءه وأزواجه.
عملهما في التحقيق:
كان لهما في تحقيق السيرة منهج محدَد وغاية مرسومة. ومن ثَئمَ اخذا على
أنفسهما بمراجعة السيرة على ما كُتب قبلها، وما كُتب بعده! من امَّهات كتب
(1) ص 0 ا من مقدمة المحققَيْن.
177

الصفحة 177