كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

ولا سنة وفاته، شأنه في ذلك شأن شعراء الجاهلية كلهم أو جُلِّهم، وأكثر ما قيل
في تحديد سنوات وفياتهم، إنما هو ظنّ واستنتاج من أحداث ووقائع جرت في
أيامهم، ومع ذلك فنحن نعرف ان الحادرة عاش في آخر الجاهلية القريبة من
الإسلام.
ومنذ القرن الثاني للهجرة - وهو بداية عصر التدوين العلمي وجمع اخبار
الشعراء الجاهليين والإسلاميين وشعرهم ورواية دواوينهم وشرحها وقراءتها
وإملائها في مجالس العلم - والحادرة وشعره موضع عناية العلماء الرواة من
رجال الطبقة الأولى وتلاميذهم ومَن جاء بعدهم على مز العصور: يقرأون شعر
الحادرة ويشرحونه ويُملونه، ويختارون منه في مجموعاتهم ومختاراتهم
الشعرية، وشششهدون بأبيات من قصائده في معاجمهم وكتبهم اللغوية
والجغرافية على الفاظ او مواضع، ويشيرون إليه، ويتمثَفون بشعره في مؤئَفاتهم
ا لأدبية.
كذلك فعل الأصمعي والمفضل. . . وكذلك فعل اصحاب المعاجم
اللغوية. . . وكذلك فعل أيضاَ أصحاب كتب طبقات الشعراء. . . ".
وقد بئن ناصر الدين الأسد في مقدمته مكانة الحادرة في الشعر ومنزلته
بين الشعراء، دهان كان مقلأَ.
بلغ عدد المقطعات في ديوانه خمس مقطعات، ضمَت ثلاثة وستين بيتاَ،
وبلغ عدد الزيادات (الشعر المنسوب إلى الحادرة) إحدى عشرة مقطعة، ضفَت
سبعةَ وعشرين بيتاَ.
منهجه في التحقيق:
اعتمد في تحقيقه على ست نسخ مخطوطة، واوضح أن الفروق بينها
يسيرة، واثبت بعضها في حواشي هذه الطبعة، وتجاوز عن كثير منها مما يرجع
إلى سهو الكاتب في نقط بعض الحروف مثلاَ، ولا جدوى من إثباتها سوى
إظهار الجهد وتك! ف العناء، وسوى إثقال الحواشي بما لا غناء فيه.
188

الصفحة 188