كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

التاريخ للفكرة العربية الحديثة في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب.
اتى في الفصل الأول على ذكر مختصر للبيئة العربية في إ طارها التاريخي
والجغرافي، وتتبع مجرى تعريبها لماسلامها، وحذَد رقعتها الحالية، وعزَف
مدلول كلمة (عرب) في عصرنا هذا، وانتهى في هذا الفصل إلى الفتح العثماني
في القرن السادس عشر، دمالى الإدارة العثمانية في البلدان العربية حتى مطلع
القرن التاسع عشر.
وعالج المؤلف في الفصل الثاني قيام محمد علي باشا بمحإولة تأسيس
إمبراطورية (عربية) مستقلة عن الدولة العثمانية، ورأى أنها بداية متعثرة غير
سليمة لليقظة العربية، ومصيرها الإخفاق حتى لو نجح محمد علي في تثبيت
ملكه في سورية والجزيرة العربية، ولخص الإخفاق في سببين رئيسين:
اولهما: مقاومة الإنكليز لمحاولته خوفاً من سقوط الدولة العثمانية (المُحْتضرة)
ووقوع طريق الهند تحت سيطرة دولة فتية قوية. وثانيهما: فقدان الوعي القومي
لدى العرب فقداناً يكاد يكون كاملاً. وهذان السببان من الأسباب التي حالت
دون نجاح المحاولة العربية المماثلة، بعد نحو قرن عندما حاول الشريف
الحسين بن علي أن يقيم ملكاً عربياً في الجزيرة العربية والهلال الخصيب.
وتناول في الفصل الثالث بداية اليقظة العربية التي جاءت - في نظر 5 -
نتيجة للحركة الفكرية التي عقبت أعمال الإرساليات التبشيرية في التربية
والتعليم، ولاسئما الإرساليات الإنجيلية الأمريكية في الربع الثاني من القرن
التاسع عشر. واكَد على نقطة يغفل عنها الكتاب، هي ان اُسس اليقظة العربية
أدبية وثقافية.
وتعقب في الفصلين الرابع والخامس سير الفكرة العربية وما رافقها من
نجاح وإخفاق، وتقدُمٍ وتأخرٍ إئان عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وانتقال
الزعامة القومية تدريجياً وطبيعياً من أيدي النصارى العرب إلى ايدي المسلمين
ا لعرب.
193

الصفحة 193