كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

وهو في كتاباته المتصلة بالبحث العلمي لا يتقئد بموقف فلسفي معين،
إنما ينطلق من موقف الحياد، لتقود 5 النصوص والروايات بعد مناقشتها
ومحاكمتها إلى النتائج العلمية، وكل باحث يدخل في موضوعه بفكرة سابقة
فإنه يزيّف النتائج، ويلوي عُنق الروايات والمعلومات والمواد من أجل أن يصل
بها إلى ما يريد، وهذا من اكبر معايب البحث العلمي وشوائبه.
أما في الكتابات الأدبية خاصة الشعرية، فيرى أن الامر مختلف كل
الاختلاف، حينئذ يعئر الأديب او الشاعر عن ذات نفسه، وعن خوالجه
وأحاسيسه.
ويعذُ ناصر الدين الأسد من أبرز الدارسين العرب المُحْدَثين الذين اخذوا
أنفسهم بالمنهج العلمي في التزام عجيب، هاصرار صارم، ولعل ذلك يف! ر ق! ة
إنتاجه - نسبياً - إذا ما قورن ببعض لِداته من الدارسين الذين لم يكن لديهم هذا
الالتزام.
أبرز ملامح منهجه العلمي:
1 - الموضوعية: فهو لا يبدأ بمسلّمات، ولا يحتكم إلى فروض مسبقة
فيما يكتب، فهو يبحث الموضوع من جديد وكأنه الباحث الوحيد في هذا
المجال، لا يُشْغِل ذهنه بما قيل حوله من آراء، بل يبدأ بالحفر والتنقيب عن
الأساس، ينقر عن موضوعه في المصادر الأصلية والثانوية، ويجمع مادته بعناية
تامة، ثم إذا استوت لديه المادة المطلوبة، واحإط بموضوعه من جميع جهاته،
أخذ يوازن بين الآراء المطلوبة، ويرسم خطه الفكري الذي يمكن ان يقود إلى
الراي الراجح في نظره (1).
يقول في مقدمة كتابه (مصادر الشعر الجاهلي) ة "وقد بذلت أقصى
الجهد في ان انهج نهجاً علمياً خإلصاً: لا اميل مع هوى، ولا اتعصب لراي،
(1) فطوف دانية، أحمد الضبيب: 1/ 1 2 2.
21

الصفحة 21