كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

ما قرأت وطويت ولم أقبس منه إلأَ نضاً أو نضين، ربما كنت قد عثرت عليهما في
مصدرِ غيره، وتكراراً في هذا المصدر من غير أن يضيفا جديداً".
3 - التحقيق الدقيق للنصوص ودراستها: وهو في تحقيقه الدقيق
للنصوص، يقابل النص في الطبعات المختلفة للكتاب، وحين يجد نصاً في
بعض المصادر مروئاً عن مؤلف سابق، يحاول البحث في كتب المؤلِّف لعله
يعثر على النص في منبعه، وفي حين آخر لا يكتفي بالمطبوع إنما يبحث عما
يستطيع العثور عليه مق مخطوطاته، فيقابل المطبوع بالمخطوط، ويثبت ما
يصل إليه مق فروق مع ترجيحه لاحد النصين، ثم يحرص على أن يسودتى جميع
النصوص التي تتَصل بالموضوع مؤئدة أو مناقضة، فيناقشها مناقشة فيها شيء
من سعة، فإذا استقامت مع ما يذهب إليه كانت سنداً يدعمه ويقوّيه، وإلآَ يردّ
عليها بما يظهر له من وجو 5 الرأي، ويكتفي في مواطن قليلة بإثبات النصين
المختلفين، والتنبيه على وجوه الخلاف، حين كان يعجز 5 التوفيق بينهما أ و
تفنيد أحدهما.
أما دراسة النصوص فكان يجعلها دراسة تقوم على دعامتين: فهم
النصوص فهماً فيه استشفافٌ لها وسَبْرٌ لاعوارها، ومحاولة التعليل والتفسير
وإرجاع الفروع إلى أصولها، والظواهر إ لى أ سبابها (1).
4 - الحذر وكراهية التسرُع والتعمبم: يتجلى في منهج ناصر الدين الاشد
ميلٌ شديد إلى التحزُز والحذر، والالتزام بعدم إلقاء الكلام على عواهنه،
وتجئب الأحكام القاطعة، فهو يؤمن " بأن نتائج البحث الادبي والتاريخي عامة
تعتمد - في أغلبها - على الروايات والاخبار والنصوص " ولذلك فإن " مق
الطبيعي أن تجيء نتائج ظنية ترجيحية، لا سبيل إلى الوصول إ ليها إلآَ بجمع هذه
الروايات والأخبار والنصوص واستقصائها ودراستها درإسة قوامها: مقابلة
بعضها ببعض ومناقشتها، ونقد إسنادها ومتنها، بحيث ينتهي كل ذلك إلى
(1) القيان والغناء، ص 6 - 7.
23

الصفحة 23