كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

يقول في ديباجة بحثه (حماس وحماسة): " وإذا كنا لا نقزُ مذهب التسزُع إلى
التخطئة، لأنه يحجر على العلماء والكتَاب، ويحول بين اللغة والتطور في مسار
طبيعي، وينفي عن اللغة ألفاظاً هي منها في الحقيقة، فلا بُذَ من التنئه إلى خطر
المذهب المخالف الذي يدعو إلى التوسّع في قبول ألفاظٍ كثيراً ما تكون على
قياس غير صحيح لخفاء بعض عناصر 5، وأركانه الأساسية، وحين لا تدعو حاجة
حقيقية إلى قبولها " ثم يقول: ". . . وعلى هذا لا بذَ من التثئت من دفة المقياس،
ومن سلامة خطوات القياس حتى يكون الطريق لاحباً، والهدف أمماً" (1).
ومن آثار هذا التحزُز اشتراطه في بحثه اللغوي لتصحيح استعمال الصيغة
اللفظية (بعد الاستقراء والقياس) أن تكون هذ 5 الصيغة قد كثر دورانها على
اللسان، وفي الكتابة في الأقطار العربية كلها. . . وكأنه يرى أن أبناء الأمة لا
يجمعون على خطأ، وأن ما شاع بينهم بهذه الكثرة لا بُذَ وأن يكون منحدراً عن
أصل صحيح له وجه في العربية. وذلك في قوله: " فهل نستطيع بعد هذا كله أنْ
نقول أنّ من يستعمل لفظ (حماس) في كلامه أوكتابته هو في مأمنٍ من التخطئة،
وهل نستطيع أن نخطو خطوة أبعد ونقول إن كثرة تعاقب (فعال) و (فعالة)
وتواترهما - في المصادر - عند الفدماء تجعلنا نحجم عن تخطئة من يستعمل
صيغة (فعال)، ولو لم تذكرها المعاجم وكتب اللغة، واقتصرت على إيراد
(فعالة) وذلك بقيد لا بُذَ منه، وهو أن تكون اللفظة الثي على هذه الصيغة قد كثر
دورانها على اللسان وفي الكتابة في الأقطار العربية كلها. . حتى أصبحت من
مألوف ذوق أهل العصر وشائع استعمالهم " (2).
(1)
(2)
المصدر السابق، المجلد (34)، ص 37. وقد تناول الاسد مسائل جزئية خمساً
استعمالاتها جارية، خطأها بعض المشتغلين بالتصحيح، وذهب هو إلى
تصحيحها أو تسويغها، وهي: جمع (معجم) على (معاجم)، وجمع (واد)
على (وديان)، وجمع (نادِ) على (نواد) واستعمال (حماس) صِنواَ د (حماسة)،
وتصحيح العشرينات ونظائرها0
ا لمصدر ا لسا بق، ص 4 4.
25

الصفحة 25