كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

5 - آمانته العلمية: ومما زئن منهجه وحلأَ 5 التزامه بالأخلاق العلمية
السامية التي تفرض الاعتراف بفضل السابقين عليه. انظر إليه مشيراً إلى جهد
ا لدكتور كوفالسكي وفضله في تحقيق ا لطبعة ا لأولى من (ديوان قيس بن الخطيم):
" والحق انني اعتمدت كثيراً على الطبعة الأوروبية، بل إنني بدأت بنسخ ما ورد
فيها من تخريجات للقصائد والأبيات، ومن فروق بين الروايات المختلفة،
وإني لواثق أنني - لولا جهد كوفالسكي - لغاب عني كثير من المراجع العربية
التي ذكرتها في التخريج، ولذلك آثرت - اعترافاَ بفضله - أن اذكر طبعات كثيرِ
من الكتب العربية التي رجع إليها كوفالسكي نفسه، وإن كانت طُبعت هذ5
الكتب بعد ذلك طبعات حديثة، ولقد تحقَقت بنفسي من دقَّة كوفالسكي وأمانته
وإخلاصه في العمل برجوعي إلى تلك الطبعات، واستخراج ما فيها من شعر
قيس لكي اؤدي حق الأمانة من التثئت والتحزَي " (1).
ونجد 5 في مقدمة تحقيقه (ديوان الحادرة) يذكر فضل مَن سبقه إلى
تحقيقه، فم! ني على جهد الدكتور انجلمان، الذي كان له فضل السبق في تحقيق
الديوان. ويثني ثناءً مستطاباً على جهد الأستاذ امتياز علي عرشي في إخراج
طبعة علمية محققة من الديوان، ويقول: " فإن فضل الاستاذ امتياز علي عرشي،
في إخراج طبعة علمية محققة من هذا الديوان فضل كبير جدير بأن يسخل له
وينوّ 5 به. فقد استطاع بالنُسَخ التي رجع إليها، ان يصخَح كثيراَ من أخطاء النثرة
السابقة، وان يكمل النقص في بعض عباراتها، ثم إنه أثبت اختلاف النسخ في
الحواشي، ونصن على الفروق بين الروايات، بالرجوع إلى مظان أبيات الحادرة
في المعاجم وكتب اللغة والأدب، ثم ذثل هذ 5 النثرة بفهارس أربعة " (2).
ويتابم ويعلِّل إعادة نشر الديوان فيقول: " وهذا عمل جليل حقاَ، يكاد
يغني عن نشر الديوان مرة اخرى، لولا أمورٌ دعت إلى ذلك، منها: اثه نشره في
(1)
(2)
ديوان قيس بن الخطيم -المقدمة، ص 27 - 28.
ديوان الحادرة، ص 8 1.
26

الصفحة 26