كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

مجلة يصعب على كثير من العلماء والأدباء اقتناء نسخة منها والرجوع إليها،
ومنها أني عثرت على نسخ خطية أخرى للديوان لم يطلع عليها الأستاذ امتياز
-ثنتان منها بخط ياقوت المستعصمي، غير النسخة التي شكَّ في نسبة خطها
إليه -، ومنها انني جمعت للحادرة من الشعر غير الوارد في الديوان قدراً صالحاً
فات الأستاذ امتياز، ومنها أنني اشرت في الحواشي إلى فروقي في الروإيات
وإلى مصادر ومراجع وإلى شروح وتفسيرات لم يوردها" (1).
ويضيف: " ومع ذلك فإن كل هذا الذي فعلته، لا يعدو أن يكون مجرد
استمرار لجهد عالمين سابقين وتكملة لما بداه، وللدكتور انجلمان والاستاذ
امتياز علي عرشي الفضل الأول والشكر الأجزل " (2).
ومما له صلة بهذا تكرار إشاراته في كتبه إلى الأستاذ محمود محمد
شاكر، وقد ذكرت هذا تحت عنوان: صلته بالعلاّمة محمود محمد شاكر.
وليت الباحثين في هذه الأيام، التي تشهد جهودهم جحوداً لما ياخذه
بعضهم من غيرهم، أن يقتدوا بناصر الدين الأسد.
وما أحلى قول الدكتور أحمد الضبيب: "إن إسناد الفضل إلى ذويه،
والاعتراف بجهود العلماء السابقين والعاملين، وعدم غمطها أو حجبها، ينمُّ
عن مروءة متأضَلة، وأدب رفيع، وثقة في النفس تطبع المنهج العلمي القويم
الذي يستهدف الحق، ويقتدي بالعلماء المخلصين من سلفنا الصالج، أولئك
الذين كانت الحكمة ضالتهم، والحقيقة بغيتهم، وأنعم به من منهج " (3).
6 - التواضع في نتائج البحث: لا يُقْدِم ناصر الدين الاشد على البحث في
موضوع ما، إلأَ ترك الباب مفتوحاً لجهود غيره من الباحثين: " فالبحث العلمي
(1)
(2)
(3)
ديوإن الحادرة، ص 8 1.
المصدر السابق نفسه.
قطوف دانية: 1/ 237.
27

الصفحة 27