كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

وعلى كتابه وعلى مادته ومنهجه، فزال! ما كان في نفس الأسد من لقائه الأول!،
ودعاه طه حسين أن لا ينقطع عن زيارته، فكان يزور 5 في بيته حين لم يكن يجد
فيه موطن قدم له، ولما اشتد بطه حسين المرض أصبح يزور 5 فلا يجد معه أحداَ
من العائدين، وذلك لأنه أصبح لا يضر ولا ينفع، وهذا حال! الناس في كل عصر
وفي كل مكان (1).
وناصر الدين الأسد من الذين فهموا شخصية طه حسين، وتففَموا حقيقة
مواقفه من قضايا التراث واللغة، وكشف عن جانب من شخصيته يتعفق بطبيعته
الاستفزازية، ورغبته في إثارة النزعات الفكرية، والوان من الخصومات.
وطه حسين - في نظر الأسد - قمة شامخة من قمم النثر العربي الحديث،
ويقول!: "ومع كثرة الاتهامات التي وُجَهَت إليه في عروبته وعقيدته بسبب بعض
كتاباته، فإنني عرفته - من خلال! احاديثنا في مجالسه الخاصة في بيته -عربياَ
منافحاَ عن اللغة العربية وشمائل العرب، وان كان دائماً يربط تطورهم
ومستقبلهم باقتباس الحضارة الأوروبية، ويرى آن مستقبلهم في حوض البحر
المتوسط، هو جزء من مستقبل اوروبة وحضارتها، وهو رأي يقول به كثيرون
حتى في وقتنا الحاضر، وهو موضوع اختلاف في المواقف، لا يسوغّ الاتهام
بالانحراف أو المروق. وكذلك عرفته مسلماَ مؤمناَ بإذن الله تعالى، وإن كانت
بعض كتاباته الإسلامية، مثل (الفتنة الكبرى) لا تلتزم المنهج العلمي الصحيج،
وتقتصر على روايات معئنة دون غيرها، إلأَ أن كتاباته الإسلامية الأخرى مثل
(الوعد الحق) و (المعذبون في الأرض) و (على هامش السيرة) تشرح الصدور
بالخير والإيمان، وتنير طريق الهدى بمشيئة اللّه " (2).
(1)
(2)
روى أستاذنا ناصر الدين هذه الحادثة في مناسبات كثيرة، وروإها لي وللأستاذ
محمد علي دولة صاحب دار القلم، في زيارتنا له في شهر تشرين الأول
حوارات مع أدباء من ا لأردن وفلسطين، ص 87 1.
33

الصفحة 33