كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

شاكر، المترددين على بيته، المستفيدين من خزانة كتبه، المستمعين إ لى دروسه
وشروحه.
وكانت بواكير إنتاجه تأليفاَ وتحقيقاَ تحت إشرافه ورعايته. فيقول! في
مقدمة كتابه (مصادر الشعر الجاهلي): "أما أخي الصديق الأستاذ محمود محمد
شاكر، ف! ن فضله لا يقتصر على هذا البحث وحده، فلطالما اغترفت من علمه،
وأفدت من مكتبته، وانتفعت بنصحه وتوجيهه، وما أكثر ما كان ينفق من وقت
يناقش معي فيه بعض وجوه الرأي، ويبصّرني بما لم أكن لأصل إ ليه، لولا غزير
علمه وسديد نصحه. ولقد كان له أكبر الفضل - بإخائه وعونه الكريم - في حثيَ
على مواصلة العمل، وفي إخراج هذا البحث في كتاب يتداوله القراء " (1).
ويقول! هو والدكتور إحسان عباس في مقدمة تحقيقهما (جوامع السيرة):
"وبعد، فقد تحدَثنا كثيراَ عن أنفسنا في هذا العمل، وعن جهدنا في إخراجه،
ولكننا نشعر في أعماقنا أن كل ما يتمتعَ به عملنا هذا من ضبط وإتقان، فإنما
الفضل فيه يعود إلى صديقنا العالم الأديب الأستاذ محمود محمد شاكر، الذي
أخذ بيدنا في كل خطوة، وبصَرنا بالطريق الذي نسير فيه، ووضع تحت أيدينا
مكتبته القئمة، ووقته الثمين، وأفاض علينا من اطلاعه الواسع، وتواضعه
الجمُ، ما جعلنا نستسهل كل ما يعترض طريقنا من صعوبات، فنحن مدينون له
بخير ما جاء في هذا العمل، وأما ما كان فيه من خطأ فهو من عند أنفسنا، ومن
قبل السهو الذي لا يسلم منه إنسان " (2).
ويقول في مقدمة تحقيقه (ديوان قيس بن الخطيم): " فإن صاحب الفضل
في صدور هذا الديوان هو العلأمة الجليل الأستاذ محمود محمد شاكر: فهو
الذي بدأ بِحثُي على العمل فيه، وأخذ يتعهَد عملي بالتشجيع والرعاية والتوجيه
- لا يضن في ذلك بجهدِ ولا بوقت - وسمح لي بالاطلاع على نسخته من الطبعة
(1)
(2)
مصادر الشعر الجاهلي، ص 0 1.
مقدمة تحقيقه د (جوامع السيرة)، ص ه 2.
35

الصفحة 35