كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

تحقيق (تفسير الطبري) حيث حقق ستة عشر جزءاَ، ولم يتم إلأَ أقل من نصف
الكتاب، وكفعله في بحثه (الأحرف السبعة التي نزل بها القراَن العظيم وكتابة
المصحف).
ويضرب بهذ 5 الأمثلة تراخي الوعود عنده مع الزمن، فالآمال العراض
التي تملأ:/فسه تنحبس لكثرتها في فكره، وتحول بينه وبين التنفيذ حوائل، ربما
كانت حض / من أصغر الأمور التي لا يقف عندها غيره، وربما كان مردّها حيناَ ثانياً
إلى هوىَ يتقلّب مع الرضى والغضب، فيغلب أحدهما فيقع صاحبه اسيراً له،
وربما كان مرذُها حيناً ثالثاً إلى موقف يحسبه متصلاً بمبدا أو فكرة أو عقيدة،
يعرض له من خلال نشر كتاب او الاستمرار في تحقيفه، فينافج دون المبدأ أ و
الفكرة بالتأتي والرفض، والامتناع عن الاستمرار فيما كان ماضياً فيه.
بل يذكر استاذنا ناصر الدين الأسد ان بعض وعوده لا ينقصها لتتحقق إلأ
أيسر اليسيو، لأن العمل تاتمٌ بين يديه او مقارب التمام، ولكنها الأمور الأخرى
التي حرمتنا ما حرمتنا من بدائع نتاجه ويقول: "ولن انسى ما عانيت معه في
سبيل استكمال صدور (تفسير الطبري) حين توقف مرتين، كانت الثانية بعد
الجزء الخامس عشر، فدخلت في الموضوع دخول المدذ بمكانته عنده وعند
صاحبينا النبيلين: الأستاذ سفيق متري أحد اصحاب دار المعارف، والأستاذ
عادل الغضبان مدير دار النشر فيها، فوشعا الأمر بخُلُقِهما، وبمعرفتهما بقيمة
ما يفعل هذا المحقق العالم، فقبلا ما لم يكن من قبلُ مقبولاً، وذئَلا من صعوبات
المال والإدارة ما ارضى نفس الأستاذ محمود. واتاح صدور الجزء السادس
عشر، وما كاد يصدر حتى عاد عالِمنا إلى تأثيْه، وانقطع امر التفسير بعد ذلك،
وبقي غير مستكمل، ولم يفلح معه جهد لاستكماله. . .
والحِدة في الطبع صفة عرفناها في هذا العالم الجليل، فألِفناها هان لم
تطمئن لها نفوسنا، وأعجزتنا الوسائل عن معرفة وقت انفجارها واسبابه، فقد
كانت تُشنُّ علينا من حيث لم نكن نحتسب. وما اكثر ما كنا نطلب رضاه في امر،
فماذا هذا الأمر يصبح هو ذاته مبعث سخطه، حتى إذا ما سخط، هاج هياجاً
38

الصفحة 38