كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

دهاة، وتسعر اُوارَها وكالات الأنبإء من خلال وسإئل الإعلام بالخبر والتحليل
والتعليق، ولا تلبث تكرر المصطلح حتى تُشِيعه بين الاخرين، وشمتقر في
عقولهم ونفوسهم، فتستكين له تلك العقول والنفوس وتخضع، ومن كثرة
تكرار 5 تألفه وتأخذ هي في ترداد 5، مع أنه وُضع أصلاً وسيلة لغزو اولئك
الاَخرين، وغزو عقولهم ونفوسهم وإضعافها. ويرى ان المصطلح من أهم
وسإئل تغريبنا وفكرنا.
ويضرب امثلة على ذلك مصطلح (الشرعية) الذي أصل معنا 5 اللغوي:
الوضوج والظهور والقُرب. ثم اصبح (الشرع) مصطلحاً يدلّ على القانون
والأنظمة والمبادئ التي يشزعها من يملك أمر التشريع، وأصبح المصطلج في
الإسلام يرتبط بالثه عز وجل، فالشرع، والشريعة والشرْعة، هي طريق الله
ومنهاجه، وما سنَه لعباد 5، وليس من حرج ديني في استعمال مصطلح
(التشريع) لما يسئه البشر من الفوانين والمبادئ.
ولكن ما أبعد هذا المصطلح احياناً عن أصل معنا 5 اللغوي، أو دلالته
الدينية، فكثيراً ما يكون مناقضاَ للوضوج والظهور والقُرب، حين يصبح أداة في
يد اصحاب السلطة، يستخدمونها د (تنطم أساليب) القهر لشعوبهم، تحت
ستار من (سيادة القانون) سواء أكانوا منفردين ام متعاونين مع مجال! نيإبية غير
سليمة الانتخاب، وغير سليمة التمثيل.
هذا في الدول فُرَادَى، أما المعاهدات والاتفاقات الدولية، فغالباً ما تكون
بين فريقين غير متكافئين، ولاسئما في اعقاب الحروب حين ينشأ عنها غالب
ومغلوب، فيملي الغالب شروطه في صورة معاهدة أو اتفاقية تسيطر على
نصوصها روج الغَلَبة والزهْو وإذلال المغلوب، فهل تصبح مع ذلك (شرعية)؟
وهل مقاومة معا هدة سإيكس بيكو، ورفض ما نضت عليه من تجزئة الو طن ا لواحد
إ لى دويلات وكيا نات هزيلة، يعد ذلك خروجاَ على (ا لشرعية) ا لدولية؟.
ويوضح - بعد ضربه عدة امثلة، وقد ذكرنا بعضها - أن (الشرعية) تسير في
41

الصفحة 41