كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

الدولي) أو (الإقليمي) ويبيّن أن هذ 5 المصطلحات المقبولة في ظاهرها، كانت
ذرائع وحُججاً لتدخل الدول القوية في شؤون الدول الاصعف، واحتلال
أراضيها واستعمارها.
ويذكرنا بحَدَب جديد عاصرناه وهو حرب ا لخليج ا لثانية 0 9 9 1 - 1 9 9 1،
فيقول: " ومازلنا نذكر كيف استطاعت دولة كبرى أن تحشد معها ما يزيد على
ثلاثين دولة تحت شعار (تحرير بلد من غزو أجنجي) في حين أن ذلك ستاراً
لتزيين الوجه القبيح للهدف الحقيقي، وهو تدمير مظاهر القوة ومكامنها في
المنطقة كلها، وا لاستيلاء على مواردها، وا لتحكُم بمقدرا تها " (1).
ومن الأمثلة الكثيرة على سبك مصطلحا 2 ت مقبولة الشكل لتزيين المعاني
التي تسئب النفور، بحيث يقبلها الناس وينخدعون بها عن المعنى الحقيقىِ،
فتتخذَر النفوس والعقول لكثرة ترديدها ويُنْسَى اللفط الاصلي ويزول معنا5
(إزالة آثار العدوان) فكأن المقصود هو المعالجة الجزئية أو الظاهرية لامر
طارئ، في حين كان يجب أن يكون التعبير (إزالة أسباب العدوان) إذ أن إزالة
الاَثار مع بقاء الاسباب في كل أمر، هي نظرة قاصرة لا تجدي على المدى
ا لبعيد، بل قد تدعو إ لى تفاقم ا لأمر وعودة (اَ ثاره) وانتشارها.
ومصطلج (التسوية) الذي أصبحنا نتحذَث فيه بدلاً من (التحرير)
و (الانتقال) بدلأ من الهمصطلح الكريه الحقيقي وهو (الطرد)، ومصطلج
(إسرائيل) بدلاً من (فلسطين).
رأيه في القومية العربية:
سُئل عن القومية العربية فأجاب: "هذا موضوع خلافي، وأنا لا أريد أ ن
أصطنع خصومة بين الإسلام والعروبة، أنا لا أقول قومية، لأن القومية إذا كنا
فهمناها كما استوردها بعض! رواد هذه القومية من أوروبة على النمط ا لأوروبي،
) (1) نحن والاَخر، ص 47.
43

الصفحة 43