كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

فهذا لا شان لي به، ولكن العروبة والإسلام أمران متلاحمان، حتى أنهما يكادان
يكونان أمراً واحداً، ولا يجوز اصطناع هذ 5 الخصومات المفتعلة بين الإسلام
والعروبة، وانا اعتقد أن كل مسلم هو عربي، على الأقل من ناحية الثقافة واللغة.
لقد جاء في كتاب الله عزَّ وجل " بِلِسَانٍ عَرَثو قُبِيهز" أ الشعراء: 95 1)، وأيّ مسلم
يستهين بالعروبة، يجرح إسلامه من جانب من الجوانب، لأنه يعترض على ما
ورد في كتاب الله عزَ وجل.
العروبة عندنا ليست عرقية بالمعنى الأوروبي الذي ظهر في الوحدة
الإيطالية والألمانية. . . إلخ. ومن أجل ذلك يجب أن نتفاهم، لأن القضية
خطيرة، فحينما لم تكن قد برزت مثل هذ 5 المتناقضات والمتضادات بين
الثنائيات، كان المغرب العربي كله لا يفزَق بين مسلم وعربي، ولكن حين
برزت فكرة القومية العربية العنصرية، برزت معها أيضاً قوميات عنصرية أخرى
في المغرب العربي، وقبل بروز العنصرية القومية عند بعض العرب لم يكن هناك
شعور إلأَ شعور الإسلام والوحدة الإسلامية.
لذلك يجب ان نتنئه لهذ 5 المخاطر. . . العروبة عندنا ليست عنصرية،
وليست فومية مستوردة من أمريكة، وإنما كما قيل: " العروبة عربية اللسان "
فكل مسلم هو عربي، وكل عربي حتى لو كان نصرانياً هو مسلمٌ ثقافةَّ وَحضارةً،
فإذا نجحنا في بلورة هذ 5 المعاني وتوضيحها نصل إ لى شيء كثير من التلاحم في
المجتمعات العربية والإسلامية " (1).
كيف يرى حال الأمة العربية؟
سُئل عن هذا فأجاب:
"حال الأمة العربية اليوم ظاهرة للعيان، وهي تدعو إلى كثير من الأسى،
وتقتضي التفكير العميق في تحليل أوضاعها وبيان أسباب ما اَلت إليه، ثم
(1) مجلة اليمامة 0 3 رمضان 23 4 ا هـ، ص 58.
44

الصفحة 44