كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

ويرى أن الشعر فن، بل هو ذروة الفنون جميعها، وهو كما قال الراجز:
"الشعر صعبٌ وطويلٌ سُلَمه "، وأن الشاعر لا يكون شاعراَ إلأَ إذا تفزَغ للشعر،
شأنه في ذلك شأن الفنان، كذلك كان الشعراء العظماء في الجاهلية وفي جميع
عصور الإسلام حتى العصر الحديث، ومع ذلك وُجد من بين العلماء مَن يقول
الشعر.
وهو لا ينقطع عن قول الشعر، ولا تكاد تمزُ به أشهر قليلة دون أن يقول
قصيدة في شجون النفس وشؤون الحياة. ولما سُئل عن تفكير 5 بجمع قصائده،
أجاب بأنه أمر يتوقف على رأي النقاد الذين يعرفهم ويثق بحكمهم (1).
ويصرج في مقابلة صحفية أنه يعيش شخصيتين متناقضتين في حياته
الأدبية، إحداهما: عقلية صارمة حين يتعلق الأمر بالجهد اكاديمي العلمي،
والأخرى: وجدانية صوفية شعرية، حين يتعلق الأمر بغير ذلك، ومنه الشعر
بطبيعة الحال. ويقول في موضع آخر من الحديث: "في هذ 5 البيئة - البادية
العربية -كانت بذور الحياة الشعرية والعاطفية. وهي التي تكاملت بعد ذلك.
فكلما اتصل الشاب بالشعر الجاهلي والشعر الأموي أحسنَ أن هذا الشعر جزء
من حياة طفولته. وأن قائليه هم من الذين كانوا يحيطون به ويعايشونه، وأن هذه
القيم والمُثلى والمعاني التي يعئر عنها ذلك الشعر إنما هي من واقع الحياة التي
نشأ فيها!.
وناصر الدين الأسد شاعر مطبوع، يمتعك شعر 5 ويروقك، كما يمتعك
نثر 5، ويغلب على قصائد 5 سمة الجزالة في اللفظ حيناَ، والرقة الرومانسية
الحالمة في الأسلوب.
رهو واممع الاطلاع على الشعر العربي قديمه وحديثه، وهو في سعره
حريص على أن شَسم قصيدته بالبساطة والوضوج، رحرارة التواصل مع
القارى.
(1)
حوارات مع أدباء من ا لأردن وفلسطين، ص 89 1.
47

الصفحة 47