كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

المقدمة
الحمد لله الذي لا تُحصى نِعَمُه، ولا يتناهى كرمه، وصلى الله على محمد
نبيه وعلى آله وسفم، وبعد:
فهذا هو الكتاب الخامس الذي أكتبه لسلسلة (علماء ومفكرون
معاصرون) والمفروض أن يكون هذا الكتاب هو أسهل كتاب اعمل على تأليفه،
بعد أن انجزت اربعة كتب قبله، ولكن ما حصل هو العكس. وسبب ذلك ان ما
كتبه العلآَمة الجليل ناصر الدين الأسد قد جاء مركزاً نفيساً، لا حشو فيه، ولا
إطالة من غير داعٍ، ووجدته يفرض شخصيته على كتبه كلها.
وشرعت في تجميع ما كُتب في ناصر الدين الأسد، فاجتمع لدفيَ كتاب
(سفر في المدى، ناصر الدين الأسد، ملامح من سيرته وأدبه) و (ناصر الدين
الأسد، جسر بين العصور) كلاهما للأديبة ميئ مظفر.
واجتمع لدفيَ أيضاً كتاب (ناصر الدين ا لأسد بين التراث والمعاصرة) وهو
ندوة تكريمية، شارك فيها عدد من العلمإء والمفكرين، وكتاب (ناصر الدين
الأسد، الناقد الشاعر) لأحمد المصلح، إضافة إلى ما كُتب في الكتابين
التكريميين لناصر الدين الأسد: (فصول أدبية وتاريخية) و (قطوف دانية) وإلى
بعض اللقاءات الصحفية التي اُجريت معه.
وتساءلت: وماذا أقدم بعد ما قدّم هؤلاء؟ وماذا تراني أزيد على ما قدموه.
فوجدتُ بي حاجة إلى ترتيب مناسب اتبعه في سيرة أستاذنا ناصر الدين
الأسد حفظه الله، على نحو متسلسل، أرجو ان أكون قد وُفَقتُ له، فأدَيت المادة
منسَّقة يأخذ بعضها برقاب بعض، وجمعت كلام التلميذ البار المعجب، ورأي

الصفحة 5