كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر
وهل كان الذليل سوى مَهينِ
فتحسب جعجعاتهمُ بياناَ
يداري ضَعْفَه حَذَرٌ ومَلْقُ
وأن هُراءَهم نورٌ وحق
ثم يقول:
بلادي اين آثار تداعت وأجداد لهم في المجد سَبْقُ
واين بها معاوية وعمروٌ وأين بناةُ مجدكِ يا دمشقُ
وفيها تأثر واضح بقصيدة احمد شوقي (نكبة دمشق):
سلالم من صَبَا بردى أرق ودمع لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
إن شعر ناصر الدين الأسد في صبا 5 يدكُ على أن أدوات الشعر تمكَنت في
نفسه في سن مبكرة، ومن شعر 5 الجيد قصيدته (حُلمٌ ضاع) التي منها:
لا تقولي إنني أعرفه عاشقٌ لا بد من أن يرجعا
لا تقولي كم تأئى نافراَ ثم لا يلبث حتى يخضَعَا
ويبدو أن نفسه الأبيّة هاهنا تأبى الاستسلام للحب وأحكامه، ولا تجعل
قيادها إلأَ بيد العقل. هذا ظاهر الحال، ولعلها أن تكون جمرة غضب، لا تلبث
أن تنطفئ ثم ينتظر أن تسترضيه من اغضبته، فإن لم تفعل استرضاها.
وايضاَ من شعره الجيد في صبا 5 قصيدته (ظمأ) التي منها:
ولو أنني ملكت زمام نفسي إذن كنت ارعَوَيتُ عن الضلال
فوا اسفي عليئ على شبابِ يكاد يضيع في طلب المُحال
وتجد نفسه هاهنا كالمستسلمة لسلطان الحب، وهو استسلام عليه دخان
من اسفِ وخيبة امل. وشعره في (حُلمٌ ضاع) و (ظمأ) لحرارة عواطفه يصلح
فسم منه لأن يغثى، فيتواجد له العشاق.
وأبرز ما في غزله التجويد مع العِفَة، وهو بعد أن يعطي طور صباه حقه من
50