كتاب ناصر الدين الأسد العالم المفكر والأديب الشاعر

الصديق الصدوق، والعالم المنصف، ونظمته عِقْداً واحداً بخيط الحياد
والمنهجية، فكان الفصل الأول من هذا الكتاب، فتحدَثت في اسمه وولادته
وتعلُمه.
ثم انتقلتُ للحديث في أعماله الوظيفية التي تبؤأها، وعددت عضويته في
المجامع والمجالس العلمية.
وذكرتُ أولياته، وأحصيت الجوائز التي فاز بها، والأوسمة التي مُنحها،
وأبنت منهجه العلمي الذي سلكه في مؤلفاته وتحقيقاته، وتحدَثت في
فصاحته، وأوضحت صلته باثنين من أعلام الادب، ورأيه فيهما: طه حسين،
ومحمود محمد شاكر، ووصفت أخلاقه، وأطلت الحديث فيه مفكَراً وشاعراً،
لأن كثيرين لا يعرفون أنه مفكر وشاعر، ولأن شعره ليس مجموعاً في ديوان،
وأوردت نماذج من شعره.
ووجدت بعد هذا بي حاجة إلى التعريف بمؤلفاته وتحقيقاته، وبذلت
الجهد في تتثعها والتعريف بها، وهو ما فعلته بالفصل الثاني، فوجدتها إلى
النفاسة ما هي، بل وجدت من نفاستها وسلامة منهجها واتجاهها، تغري بكثرة
الاقتباس. وهو ما فعلته، وحرصت هنا كل الحرص على عبارته ما وجدت إ لى
ذلك سبيلاً لما تقدم. وللأمانة اقول: إني اعتمدت كثيراً في التعريف بكتابيه
(القيان والغناء في العصر الجاهلي) و (مصادر الشعر الجاهلي) على ما كتبه
المؤلف في خاتمتها، وجعلهما تلخيصاً، ورأيت هذا أجمع للفائدة، وأرجع
بالعائدة، وبنهاية هذا الفصل يكتمل كتإبي.
وإذا كان التعريف أو التلخيص لا يغني عن الأصل، هذا إذا لم يشوّهه في
بعض الأحيان، فحسبي أني أرجو من هذا التعريف أن أشجّع القارئ الكريم
على قراءة آثار ناصر الدين الأسد، فلعله يجد فيها أكثر مما وجدت، وخيراً مما
وجدت.
هذا وقد بوبت كتبه على نحوٍ يساعد في تبيين شخصيته ومنهجه، فابتدات

الصفحة 6