كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري
يفول شيخنا حفظه الله في المقدّمة:
"إنّها احاديث وقصص نبوية صحيحة مشروحة شرحاً واضحاً
مبشَطاً، ومعقبة بما يؤخذ منها من فوائد وأحكام وعبر تُثبت فيها عجائب
القدامى بداية من عهد خلق اَدم عليه السلام حتى نهاية أيام الجاهلية.
فمن جملة هذه الأسئلة الشائكة على سبيل المثال: كيف ظهرت
سنّة إحراق جثث الموتى في بعض البلاد الاَسيوية؟.
والجواب قد نجده في حديث (1) أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
ع! يم قال: "كان رجل يُسرف على نفسه، فلمّا حضره الموت قال لبنيه: إذا
أنا مث فأحرقوني ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريج، فوالله لئن قدر الله
عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذَّبه أحداً. فلمّا مات فُعِلَ به ذلك، فأمر النّه الأرضَ
فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملكَ على
ما صنعت؟ فقال!: يا رفيَ خشيتك، وفي روا ية: يا رب مخافتك، فغفر له ".
ففي هذا الحديث انَّ مصدر إحراق الجثث كان هو الخوف من
البعث بعد الموت، والوجل من المحاسبة أمام الله ج! ت قدرته على ما
عمل المرء في حياته.
فيكون هذا التفسير من جملة التفسيرات التي ينبغي ذكرها عند
شرحنا لهذ 5 الظاهرة الاجتماعية العتيقة.
6 - المراة المتبزجة وأثرها السئئ في الأمة:
رسالة طُبعت في المرة الأولى بالمغرب، وفي المرة الثانية بدار ابن
حزم ببيروت عام 1 1 4 ا هـ.
(1) انظر: الفوائد والعبر من عجائب ا لائدمين، ص 1 9.
125