كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري

ويعدُ هذا المؤلَّف من الأبحاث العلمية التي نالت إعجاب عدد من
المحققين، كالشيخ محمد عوامة، والدكتور عبد السلام الهرَّاس،
حفظهما الله تعالى، والدكتور سيدي إبراهيم بن الصديق رحمه اللّه، الذين
نوَّهوا بالجهد المضني، والبحث المتتابع في المعاجم والمكتبات حول
موضوع شغل بالَ بعض الباحثين في العصر الحديث.
وفي الإهداء يقول سيدي محمد حفطه الله: "إلى. . العقل العالم،
الذي تلقَّيت عنه العلم. . والإنسان المؤمن، الذي رعاني. . إليك:
والدي. . أهدي هذا الرمز. . وقد عشت معك بين الكتب سنوات،
وسنوات. . عرفتك شغوفاً بالحديث النبوي، خادماً له. . فلتقرّ عيناك
بهذا العمل. . ولعلك تخصّني بدعوة صالحة تنفعني. . ابنك محمد".
ويقول رسول الرحمة سيدنا محمد لمجيم فيما رواه الإمام مسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه:
" إذا مات الإنسانُ انقطعَ عملُه إلاّ من ثلاث: إلاّ من صدقةٍ جاريةٍ أو
عله! يُنتفَعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " (1).
إنها سلسلة نورانية خالدة، تصل إلى الحبيب المصطفى ع!، شيخاً
عن شيخ، وعارفاً عن عارف، ومحدِّثاً عن مُحدِّث، وشريفاً عن
شريف. . وما زال الله يغرس غرسه المبارك، جعلنا اللّه من نواته وثمره
اَمين.
بارك الله في عمر شيخنا، وفي مدة ملازمتنا له، ومتِّعه اللهمَّ بسمعه
وبصره وقوته ما أحييته، واجعل اللهتمَ هذا التمتيع هو الوارث منه،
يا أرحم الراحمين.
(1)
رواه مسلم في صحيحه برقم 84 0 3 في كتاب الوصية.
13

الصفحة 13