كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري

سيدي أحمد بن الصديق):
ولقد أثار هذا الكتاب زَوْبعةً لدى بعض الجهلة، فرموا شيخنا
حفظه الله بأنواع من البهتان.
قال سيدي عبد الله في ذلك: "وقد تطاول علينا بعض الجهلة من
أحواز تطوان، فحكم علينا بالكفر لما راَنا ذكرنا في كتابنا (تحفة القاري) أنّ
بعض الصالحين رأى الله تعالى مع ملائكته وأوليائه. . وقال: إنَّ صاحب
هذا الكتاب زنديق، وعملوا مؤتمراً هناك، وأقاموا ضجَّة في أربعاء بني
حشَان على ذلك، وقد كتبت إليهم رسالة بيَّنتُ لهم جهلهم وحمقهم
وبُعدهم البُعْدَ الشاسع عن العلم والمعرفة مع أنَّ المسألة متّفق عليها لا
يوجد فيها خلاف عند أهل السنّة (1).
4 - دَزُ الغَمام الرقيق برسائل السيد أحمد بن الصدِّيق:
مجفد متوسّط، طُبع في بيروت دون تعيين الدار التي قامت بطباعته
أو توزيعه، وذلك عام 1 42 ا هـ.
والسبب في ذلك واضح، وهو تخوُّف أصحاب المطابع من بعض
المواقف المحرجة للشيخ الحافظ سيدي احمد رحمه اللّه التي تأتي
كالصاعقة على مخالفيه فلا تبقي صديقاً يسامح، ولا رفمقاً يجاري
ويصالح.
ولقد استمرَّت مذاكرة شيخنا لسيدي أحمد على مستوى المراسلة
بعدما غادر هذا الأخير المغرب إلى مصر، فكان سيدي عبد اللّه يستفسر عن
كلِّ ما أشكل فهمه فيجيبه شيخه الجواب الشافي في المئين من المسائل التي
جمعها شيخنا في هذا الكتاب القيّم لينتفع بما فيه طلاّب العلم والحديث.
(1) انظر المنج الإلهية، ص 4 1.
130

الصفحة 130