كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري

بالكتاب والسنّة، ونبذ التقليد، ومحاربة ومعاداة اعداء اللّه وموالاة
أوليائه، والابتعاد عن مصايد الدنيا الغرَّارة الصارفة وجه المقبل على اللّه
إلى الإقبال على ما يبعد من رضاه ويقرب من سخطه.
وشدَ يدك على القديم، وإئاك أن يغرَّك الشيطان، فيدلّك على
خلاف ما أنت عليه ". اهـ.
وارسل سيدي أحمد رحمه اللّه إلى شيخنا حفظه الله يقول له:
"والمغرب محتاج إلى من ينشر فيه الدعوة إلى اللّه وإلى رسوله! ر وإلى
سئته، وليس الاَن من يقوم بذلك مثلك ومثل سيدي محمد البقالي، وإذا
كان محي السنّة في هذا الوقت له اجر مئة شهيد مع إحيائه إئاها في نفسه،
فكيف بمن يسعى في إحيائها بين الجمهور؟! ". اهـ.
ونلمس من هذه الكلمات أن سيدي عبد اللّه التليدي وسيدي محمد
البقالي من المحبوبين لدى الحافظ العارف سيدي احمد الذي لم يكن له
هئمٌ اَخر غير الدعوة إلى اللّه وإلى سنّة حبيبه سيدنا محمّد! ر.
وكتب إليه يوماً حول سكنى البادية ومدى أهميتها بالنسبة لشيخنا
حفظه الله، فقال:
"وهسألة الإقامة بالبادية، كنت أشرتُ عليك مراراً، فإنّك إذا
وجدت الشرط في قبيلة جمعت بين مصالج متعدِّدة منها: الفرار من
الفتن، ومنها: الانقطاع للمطالعة، ومنها: نشر العلم وب! السنّة، وفي
هذا خيرٌ عظيم، ريثما يصل الوقت المنتظر، ويفتح اللّه بالفرج " (1).
وقد اكرمنى الله بمطالعة (در الغمام) ونسخه قبل طبعه، فاستفدتُ
(1) در 7 الغم! ام الوهيق برسائل السيد احمد بن الصديق، ص 2 9 1.
135

الصفحة 135