كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري

منه غاية ا لاستفادة والحمد دلّه.
إلاّ أنني قرأت لبعض خصوم شيخنا ممَّن تتلمذ للسيد الحافظ
سيدي أحمد بن الصدِّيق رحمه اللّه وراسله مراراً لما كان في مصر، يعاتب
شيخنا سيدي عبد اللّه على عدم طلبه للإذن في إيراد رسائل سيدي أحمد
إليه ضمن (در الغمام الرقيق (، كأنَّ شيخنا قد أورد في هذا المؤلَّف
المسائل الشخصية والمشكلات العائلية التي كانت تتخلل تلك المراسلة
العلمية والحديثية بين الشيخ الصَدِّيقي وتلامذته. فبدلاً من أن يشكر هذا
الناقد صنيع شيخنا في كتابه (در الغمام الرقيق (الذي التزم فيه بذكر
المسائل العلمية البحتة والمناقشات الفقهية الخالصة دون أن يذكر
الشؤون الخاصة والشخصية لأي تلميذ كان له حظ من مراسلة شيخه
سيدي أحمد رحمه اللّه تعالى، نراه يسيء الظن، ويبخل عن جمهور
القزاء، وهو المتظاهر ببذل العلم ونشر المعرفة.
فإذا كانت رسائل هذا الناقد قد تصل إلى (36 (رسالة كما رقّمها في
رسالة بخطّ يده، فإنّ شيخنا قد أورد رسائل أخرى لغيره، وهي وإن كانت
قليلة فلم يتكثم أحد بسوء أو نقد أو مطالبة بحقّ الاستئذان. . بل على
العكس من ذلك كان الفرح عامّاً من كل تلامذة الشيخ الحافظ سيدي
أحمد بن الصدّيق عند طبع هذا الكتاب التاريخي القيّم، إذ عدم نشر مثل
هذه الرسائل نكران واضج لجميل أحد أساطين العلم في العصر
الحديث. . رحمه الله تعالى.
5 - المبشَّرون بالجئة:
رسالة، طُبعت قديماً بالمغرب، ثم بدار ابن حزم ببيروت عام
417 اهـ.
موضوع هذه الرسالة يدور حول المبشَّرين بالجنّة، وهي خلاصة
136

الصفحة 136