كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري
2 - ولادته حفظه الله تعالى:
ولد شيخنا سيدي عبد اللّه بقرية الصَّاف (1) من قبيلة بني كِرْفط
عمالة تطوان سنة ست أو سبع وأربعين وثلاثمئة وألف.
وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى، بدات تداعياتها في
المستعمرات، فكان المغرب من جملة الدول المستهدفة من طرف
الفرنسيين والإسبان.
فبعد هذه الحرب الضَّروس كان الاستعمار قد تغلغل في مجمل
تراب إفريقية، وأصبحت معظم البلاد الإفريقية، باستثناء ليبيرية وإثيوبية،
محكومة مباشرة من طرف القوى الاستعمارية الاوروبية أو تحت
حمايتها، كما هو الشأن بالنسبة لمغربنا، من طرف فرنسة، ومصر الشقيقة
من طرف بريطانية.
نشأ الشيخ في زمن المقاومة والجهاد بعدما احتلّ الإسبان بعض
الشواطئ المغربية في الشمال، واتفاق معظم القبائل الشمالية على قتال
الكفرة المستعمرين.
3 - والده رحمه الهّ تعالى:
كان والد الشيخ رحمه اللّه تعالى في طليعة هذه الحركة الجهادية
المباركة، إذ لم يرضَ بالاستسلام والخنوع كغيره من الخَوَنة والجبناء
(1)
قبيلة بني كرفط تحد شرقاَ بقبيلة بني عروس وقبيلة صماتة، وغرباَ بقبيلة
الخلوط والساحل، وجنوباَ بقبيلة أهل سريف، وشمالاَ ببني عروس، وكان
عمالتها في القديم مدينة العرائش ودائرتها سبت بني كرفط. . وبقيت القبيلة
خمسة عشر عاماً صامدة ومجاهدة دون أن يتمكّن العدو الإسباني من
احتلالها. . حتى حدثت الخيانة من عملاء الاحتلال، فسقطت كغيرها من
مناطق المغرب في يد الاستعمار.
14