كتاب عبد الله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري
تُنسب اجتهاداته إلى مذهب من المذاهب، ما دامت طريقته فى البحث
تأخذ بالأثر والدليل دون رأي الرجال.
إنها بالفعل حياة أثرية، تلك التي عرفها فميخنا، خاصة بعدما تعرَّف
على رُوَّاد المدرسة الصِّدِّيقية، وخصوصاًالسيد الحافظ سيدي أحمد
ابن الصدِّيق رحمه أ"كل تعالى.
فمن المهفَات التي ينبغي تذكُّرها وذكرها في معرض سردنا لحياة
شيخنا حفظه اللّه مسألة تأثره بعلوم النقل والأثر أكثر من أخذه في علوم
العقل والاستنباط.
فالشيخ لا يُحبِّذ كثرة الردَ والسؤال في قضايا الفقه ونوازله
وتفاصيله المتشعَبة، وتراه كثيراً ما ينتابه القلق عند إكثار أحد الطلبة عليه
في مسألة فقهية اجتهادية تباعدت من خلالها افهام الرجال في الحكم على
الشيء بالإباحة أو التحريم او غير ذلك. ويزداد قلقه حين يحس من
السائل محاولةً للغَوْص في عِلَل الأحكام الشرعية؟ إذ يعتبر ذلك فضولاً لا
طائل تحته ما دام لم يرد من جهة الشرع ما يثبت للحكم عفَةً واضحةً جليَّة.
ويشتد القلق التَليدي إذا ما عارض السائل نصّاً من نصوص الكتاب والسنة
باجتهاد يقابله مقابلة الندِّ للندِّ أو الرأي لضده ومخالفه.
ومن الأمور التي تشهد لمدى تأ، لُر شيخنا حفظه الله بالمأثورات دون
القضايا العقلية البحتة وصاياه المتعدّدة لطلبته وتلامذته بعدم تضييع
الوقت في دراسة المنطق سنين طويلة، قد تعود عليهم بالنفع إن هم
اشتغلوا بالأهئم من ذلك، والذي يراه حفظه الله تعالى هو دراسة علوم
الحديث رواية ودراية مع الاعتناء بفقهه وممارسة علوم القرآن والتفسير.
وحين زرتُ مع شيخنا الأستاذَ الكبير العالم المفكَر المف! ر سيدي
عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني، رفقة الشيخ الجليل سيدي مَجْد
الصفحة 6
160