كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

علماء البلاغة أهئمَ مواضع التأئق فاتحة الكلام وخاتمته، وذكروا أن فواتج
السور وخواتمها واردة على أحسن وجوه البيان وأكملها، فكيف يسوغ أ ن
يُدَعَئ ان فواتج سوره جملةٌ واحدة، مع انَ عامة البلغاء من الخطباء
والشعراء والكُتاب يتنافسون في تفنن فواتج منشاتهم، ويعيبون من يلتزم
في كلامه طريقةً واحدة، فما ظئك بابلغ كلام؟! ".
ثم ذكر حجة الشافعي ومَن واففه بأتها آية من سورة الفاتحة خاصّة
ورذ عليها. . يقول: "والحق البَين في امر البسملة في اوائل السور، أنَّها
كُتبت للفصل بين السور ليكون الفصل مناسباً لابتداء المصحف، ولملا
يكون بلفظ من غير الفراَن، وقد روى أبو داود في سننه والترمذفي وصحّحه
عن ابن عباس ائه قال: قلتُ لعثمان بن عفان: ما حملُكم أن عمدتم إلى
براءة وهي من المئين، وإلى الأنفال وهي من المثاني، فجعلتموها في السبع
الطوال، ولم تكتبوا بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، قال عثمان:
كان النبيئُ لما تنزل عليه الاَيات فيدعو بعض مَن كان يكتب له ويقول له: ضع
هذه الاية بالسورة التي يذكر فيها كذا وكذا، او تنزل عليه الاَية والاَيتان،
فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من اؤل ما انزل عليه بالمدينة، وكانت
براءة من آخر ما انزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فَفُبِضَ
رسول الله -لمجير ولم يبتن لنا أئها منها، فظننتُ أئها منها، فمن هناكَ وضعتُها
في السبع الطوال ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم " 0
"وارى في هذا دلالة بثنة على انَ البسملة لم تكتب بين السور غير
الأنفال وبراءة إلا حين جُمع الفرآن في مصحف واحد زمن عثمان، وائها
لم تكن مكتوبة في اوائل السور في الصحف التي جمعها زيد بن ثابت في
خلافة ابي بكر؟ إذ كانت لكل سورة صحيفة مفردة " (1).
(1) ا لمصدر ا لسا بق: 1/ 4 4 1.
100

الصفحة 100