كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

ومن المباحث التي أوردها التي تدل على تضفعه في القراءات
والعربية والعَروضِ خاصةً، في كلامه على "هو" في قوله تعالى: " هُوَ
اَلَذِى ظًفَ لَكُم مَّا فِى اَلارفِى جَمِيعا ثُمَّ أشتَوَىَ إِلَى اَلشَمَد فَسَؤَلهُن سَتعَ
سَمَؤدز وَهُوَ بِئُ دثَئ: عَليم " أ البقرة: 29)، قال: "وقرأ الجمهور هاء
"وهو" بالضئم على الأصل، وقرأها قالون وأبو عمرو والكسائيّ وأبو
جعفر بالسكون للتخفيف عند دخول حرف العطف عليه، والسكون أكثر
من الضتم في كلامهم، وذلك مع الواو والفاء ولام الابتداء، ووجهه أ ن
الحروف التي هي على حرفٍ واحدٍ إذا دخلت على الكلمة تنزلت منزلة
الجزء منها، فصارت الكلمة ثقيلة بدخول ذلك الحرف فيها؟ فخففت
بالسكون، كما فعلوا ذلك في حركة لام الأمر مع الواو والفاء، ومما يدل!
على ان أفصح لغات العرب إسكان الهاء من "هو" إذا دخل عليه حرف
أنك تجده في الشعر فلا يتزن البيت إلا بقراءة الهاء ساكنة، ولا تكاد تجد
غير ذلك بحيث لا يمكن دَعوى ائه ضرورة " (1).
ويميلُ ابن عاشور إضافةً إلى الاستقراء لآيات القرآن العظيم إلى
إبراز قواعد تضقنتها اَياتُ الكتاب العزيز، فيقول مثلاً:
" وقد رسم أسلوب الفاتحة للمنشئين اربع قواعد للمقذمة:
القاعدة الأولى: إيجاز المقدمة لئلا تملّ نفوس السامعين بطول!
انتظار المقصود؟ وهو ظاهر في الفاتحة، وليكون سُئة للخطباء فلا يُطيلوا
المقدمة كي لا يُنْسَبُوا إلى العِي؟ فإنَّه بمقدار ما تُطال المقدّمة يقصر
الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال! مع أنها سورة
قصيرة.
(1) ا لمصدر السا بق: 1/ 387.
101

الصفحة 101