كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
الثانية: أن تشير إلى الغرض المفصود، وهو ما يُسقَى براعة
الاستهلال، لأن ذلك يهئئَ السامعين لسماع تفصيل ما سيرد عليهم،
فيتأفبوا لتلقيه إن كانوا من أهل التلقي فحسب، أو لنقده وإكماله إن كانوا
في تلك الدرجة، ولأن ذلك يدذ على تمكن الخطيب من الغرض، وثقته
بسداد رايه فيه بحيث ينبّه السامعين لوعيه، وفيه سنّة للخطباء ليحيطوا
بأغراض كلامهم. . .
الثالثة: أن تكون المقدمة من جوامع الكلم، وقد بيّن ذلك علماء
البيان عند ذكرهم المواضع التي ينبغي للمتكفم أن يتأتق فيها.
الرابعة: أن تفتتح بحمد الله " (1).
وهذه - والله - قواعد مهفة للأديب، ولمن يمارس صناعة الكتابة،
صاغها ابن عاشور في عقد منتظم اللآلئ. وقد تتئعتُ مدةًالسبب الذي لم
يُفصج عنه العز بن عبد السلام في التقديم لكتبه بإيجاز شديد، أثناء
تحقيقي لكتبه، حتى وجدتُه مذكوراً عند ابن عاشور في الموضع السابق
من تفسيره، رحمه الله وأجزل مثوبته.
والشيخ ابن عاشور عالمٌ ناقدٌ، حرّ التفكير، قد وضع الحخة دليله،
فتراه ينتقدُ الزمخشري (2)، ويعترض على الشاطبي (3)، ويناقش حجّة
الشافعي (4).
وتظهر شخصية المف! ر ابن عاشور في فهمه التاريخيئ للنصوص
وتوفيقها بقوله في تفسير آية: " وَمِنَ اَلتَاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَا بِألنَهِ وَبِأتيَؤهألاَخِرِ
(1)
(2)
(3)
(4)
المصدر السابق: 1/ 53 1.
المصدر السابق: 1/ 1 6.
المصدر السابق: 1/ 28 1.
ا لمصدر ا لسابق: 1/ 2 4 1.
102