كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

وَمَا هُم بِمُؤمِنِينَ " 1 البفرة: 8)، بعد أن سرد اقوالط الفرق الإسلامية في
مسفى (الإيمان):
". . . وانا أقولط كلمةً أربأُ بها عن الانحياز إلى نُصرة؟ وهي أ ن
اختلاف المسلمين في أؤَلط خطوات مسيرهم وأوّل موقف من مواقف
انظارهم، وقد مضت عليه ا لأيام بعد ا لأيام، وتعاقبت ا لأقوام؟ بعد ا لأقوام
يعد نقصأ علميّا لا ينبغي البقاء عليه. ولا أعْرِفَنِّي بعد هذا اليوم ملتفتاً إليه. لا
جرم أن الشريعة أؤَل ما طلبت من الناس ا لإيمان وا لإسلام، ليخرجوا بذلك
من عفائد الشرك ومناوأة هذا الدين، فإذا حصل ذلك تهيَّات النفوس لقبول
الخيرات، وأفاضت الشريعة عليها من تلك النئرات؟ فكانت في تلقي ذلك
على حسب استعدادها؟ زينة لمعاشها في هذا العالم ومعادها " (1).
وفي ختام تفسيره يقولط:
"وإنَّ كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس، وما أدّى
هذا الحق إلا قلم مف! ر يسعى على القرطاس، وإنَّ قلمي استنَّ بشوط
فسيج، وكم زُجرَ عند الكَلالطِ والإعياء زَجْرَ المَنيج، وإذ قد أتى على
التمام فقد حق لهَ أنْ يستريح.
وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب
عام ثمانين وثلاثمئة وألف، فكانت مدّة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة
أشهر، وهي حقبة لم تَخْلُ من اشغالط صارفة، ومؤلَّفات أخرى افنانها
وارفة، ومنازع بقريحؤ شاربةٍ طوراً، وطوراً غارفة، وما خلال ذلك من
تشتت بالط، وتطؤر أحوالط، مما لم تَخْلُ عن الشكاية منه الأجيالط، ولا
كفران لئه فإن نعمَه أوفى، ومكاييلَ فضله عَلَيئَ لا تُطَفَّفُ ولا كفا.
وأرجو منه تعالى لهذا التفسير أن يُنجدَ ويغور، وأن ينفع به الخاصةَ
(1) ا لمصدر السا بق: 1/ 1 27.
103

الصفحة 103