كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

عنها، أو فضَروا في تبيانها؟ كل ذلك "بلمحات تدلّ الأريب؟ ولا يحار
في توشعها الرأي المصيب، تفادياً من التطويل، وإبقاء على الناظر
صاحب الراي الأصيل " كما يقول المؤلف.
وقد استغنى عند كل حديث مرويّ في (الموطأ) بما بيَّنه في كتابه
(كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ).
وقد رتَب الشيخ ابن عاشور كتابه على ترتيب البخاريّ في جامعه،
فتراه في مجموعه تقييداتٌ وتعليقاتٌ على فقرات متفرّقة من (الجامع
الصحيج)، قد تكون جزء حديث، او عبارة منه، أو حتى كلمة في بعض
الأحيان. وتدذ كتاباته فيه على سَعَةٍ في الأفق، وفهمٍ لمقاصد الحديث،
وهو كما وَسَمَه رحمه الله: " النظر الفسيج. . . . ".
ومن الأمثلة على ذلك ذكره حديث ابي هريرة رضي الله عنه: جاء
رجلٌ إلى رسول الله -! يِ! فقال: مَنْ احق بِحُسنِ صحابتي؟ قال: " امّك "،
قال: ثثمَ مَنْ؟ قال: " ثثمَ افك "، قال: ثئمَ مَنْ؟ قال: " ثمَّ أفك "، قال: ثمَّ
مَنْ؟ قال: " ابوك ".
قال الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: "وقد أهمل العلماء تحقيق
الكلام على معنى هذا الحديث؟ فذهب اكثرهم إلى أئه رجح جانب الأئم
على جانب الأب في البز، حتى قال جماعة منهم أبو بكر بن العربي في
(العارضة)، وابن بَطال في (شرح البخاري)، وابن عطئة في تفسير قوله
تعالى: " حَمَلتَسهُ أُضُ! وَقنًا عَكَ وَهز" ألقمان: 4 1) إلى تحديد ذلك بتكسير
البرّ إلى اربعة كسور ثلاثة منها للأئم وواحد للأب، وهذا عجيبٌ من
أمثالهم.
وقد ذكر شهاب الدين القَرَافيّ في الفرق الثالث والعشرين كلامهم.
وأورد عليه شكوكاً، كأئه يحاول إرجاع هذا اللفظ النبويّ إلى نوع
106

الصفحة 106