كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
المتشابه، ثئم أؤَله بأنَ المقصود منه إظهار تأكيد حقّ الأمّ في البرّ ثمّ أتى
بكلام تشتم منه حيرته في ذلك.
والذي يجب الاعتماد عليه: أن هذا الحديث إذا كان قد حكاه
الراوي بلفط النبيئ! شي! دون تصرّف، فمعناه وتأوِيله: انَ الشبيئَ غ! ييه عم من
السائل أئه يرمي إلى الإذن منه بحُسن صحبة غيْر اُمّه، على ما جرت به
عادة أهل الجاهلتة من التسامج في برّ الأمّ بما للأبناء من إدلال عليها،
وبما وُقر في نفوسهم من الإقبال على جانب الاث لاعتزازه بالرجولة
والبطولة، فأراد النبيئ! شَي! أن يُظهر له الاهتمام بجانب الأئم للحذر من
التفريط في حقها. فلا يقتضي الحديث إلا الاهتمام بها، وأنَها جديرة بالبرّ
مثل الأب قَلْعاً لاَثار الجاهلية من نفوس المسلمين؟ فالأبوان في البرّ
سواء، كما أشار له قوله تعالى: " اَنِ الثترلِى وَلؤَلدَتكَ"] لقمان: 4 1)،
وقوله: " وَوَضَينَا اَ قيِدنمئَنَ بِوَلدَتهِ "] لقما ن: 4 1)، وقوله: " وَصَاحِتهُمَا
فِى اَلذُنيَامَغرُوفَا!] لقمان: 5 1)، فسوَّى بينهما فيما أمر به.
وعلى هذا يكون مساق الحديث نظير مساق قوله تعالى في سورة
لقمان: " وَوَضَينَا ا قيِدنممَنَ بِؤَلدَتهِ حَمَلَتهُ أُفُه وَقنًا عَكَ وَقنِ وَفِصئَهلُهُو فِى عَامَتن"
القمان: 114، إذ علَّل الوصاية بهما بذكر موجبات هي مختصّة بالأم
إيقاظاً للأبناء عن الغفلة عن جانب الأئم، لأته معزَضٌ للغفلة؟ وبذلك
يتّضج سز جمعهما في الوصاية بهما مع تخصيص التعليل لما هو من
شؤون الأئم، ثمِجمعهما في الأمر بالشكر لهما في قوله عقب التعليل:
" اَنِ اَش! رلِى وِلؤَلدَتكَ " أ لقما ن: 4 1).
ومما يزيد هذا كشفاً أن برّ الأتم وبز الأب لا يتعارضان غالباً،
فالخشية إنّما هي من الاشتغال ببرّ احدهما عن برّ الاخر، وهو الجانب
ا! صْعيف.
107