كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
لهم الدين القويم من أسباب الزُقيئ وانتشار العمران، ثم يُتبعه بيان
الأسباب التي رجعت بهم عن ذلك التقدم الباهر، ثم أعقبها بالبحث عن
وسائل إصلاح أحوالهم حتى يعودوا كما بدؤوا من كمال ا لارتقاء؟ إذ راى
كثيراً من الغالبية الإسلامية لا يبحثون عن الإسلام بما يتجاوز تعرّف
عقيدته او تفاريع احكامه الخاصة بذات المكفف او المتعلّقة بمعاملاته،
او عن تاريخ تطوّره؟ فدفعه هذا الامر إلى إبراز كتاب في هذا الشأن رجاءَ
أن يكون ذلك خدمة لنشر فضائل الإسلام وبيانها لمَنْ قد يخفى عليه شيء
من دقائقها، وعوناً لِمَنْ يلتزُ إلى إقناع المجادلين في شأنها " (1).
وغرضُه في هذا الكتاب البحث عن روح الإسلام وحقيقته من جهة
مقدار تأثيرها في تأسيس المدنية الصالحة، ومقدار ما ينتزع المسلمُ بها من
مرشداتٍ يهتدي بها إلى مناهجِ الخير والسعادة، وإيضاح الحكمة التي
لأجلها بعث اللهُ بهذا الدين رسوله محمداً جمير خاتماً للرسل، او عن الاثار
التي القاها لنفع البشر.
وقد ق! م المؤلّف بحثه إلى مقدّمات، واعتباريات، وقسمين.
فالمقدمات: اشتملت على بحوث في: الدّين، الأديان الإلهية
السابقة للإسلام، ما هو الإسلام؟، الإسلام دين الفطرة، الفطرة اصل
ا لاعتدال، ا لاعتدال والتوشط، الشَماحة، ا لإسلام حقائق لا أوهام.
والاعتباريات: ضمَّت مبحثين: دفع إيراد في نفي الوهم عن جميع
قضايا الدين ا لإسلامي، وعمل ا لإسلام في إقامة أصول النظام.
والقسم الأول في اصول إصلاح الفرد: اشتمل على: إصلاح
الاعتقاد، إصلاح التفكير، إصلاح العمل، إيجاد الوازع النفساني، اثار
(1)
أصول النظام الاجتماعي في ا لإسلام، ص 9 1.
2 2 1